ماذا حدث لأرشيف «صوت الكادحين»؟

يقول أحد قدامى النقابيين في اتحاد عمال محافظة الحسكة:
«أن أية منظمة لا تملك صحافتها هي منظمة خرساء، لذلك كانت بدايات انخراطنا ومشاركتنا المتواضعة في ساحة معركة الكلمة والصحافة المعبرة عن هموم وتطلعات الناس والمنتجين والبسطاء والكادحين، وتتحدث بصوتهم الجريء والواعي والمسؤول عن شؤون العمال والإنتاج والمؤسسات الخدمية، وعن قضايا محافظة الحسكة والوطن».
وهكذا بدأ اتحاد عمال محافظة الحسكة يعمل على تحرير ونشر صحافته المحلية، وسبق ظهور الصحافة النقابية المحلية في محافظة الحسكة إنشاء المجلات الجدارية وإصدار النشرات النقابية الصحفية والتثقيفية المختلفة منذ عام 1968. وفي بداية السبعينات، صدرت نشرة «صوت الكادحين» وهي نشرة غير دورية أصدرها اتحاد عمال محافظة الحسكة، وجرى توزيعها في مختلف انحاء محافظة الحسكة حيث التجمعات العمالية والنقابية لمختلف المهن والنقابات.
بعد عام 1980، قرر اتحاد عمال محافظة الحسكة «إعدام» أرشيف نشرة صوت الكادحين والوثائق القديمة لاتحاد المحافظة حرقاً، ولم يبق على أي عدد من النشرة أو وثيقة قديمة بحجة تنظيف وإخلاء المستودع الذي كان قد تم تخصيصه للأرشيف! واختفى بهذا الشكل الأرشيف القديم للحركة العمالية والنقابية في محافظة الحسكة!
يقول أحد قدامى النقابيين في محافظة الحسكة، والذي كان يشرف على نشرة «صوت الكادحين» ويسهم في تحريرها وتوزيعها على مستوى المحافظة ويرسلها للمنظمات النقابية في سورية:
« كم كان بالغاً ألمنا واستغرابنا وإحباطنا، ومعنا كل المهتمين، من جراء أن تحرق كامل إصدارات الجريدة المحفوظة بعشر نسخ لكل عدد منها».
إن حجة تنظيف وإخلاء المستودع لا تبدو مقنعة لتبرير قرار إعدام الأرشيف، وإن كان القرار قد اتخذ فعلاً لهذا السبب، فهو يدل على الكم الهائل من التسيب والإهمال وانعدام المسؤولية عند ممثلي اتحاد عمال محافظة الحسكة في ذلك الوقت. إلا إذا كان القرار قد اتخذ لتغطية شيء آخر أو لغاية في نفس يعقوب!
نعود ونذكر أن أرشيف الحركة النقابية والعمالية السورية جزء هام من الذاكرة الوطنية والاجتماعية في البلاد، وتقع على عاتق الحركة النقابية مهمة الحفاظ على ذلك الأرشيف، ونشرها إلكترونياً لحماية الذاكرة الوطنية والاجتماعية لسورية القرن العشرين، ومنع القرارات التعسفية كمثل قرار إعدام أرشيف نشرة «صوت الكادحين» الذي أصدره اتحاد عمال محافظة الحسكة بعد عام 1980.