المؤتمرات النقابية.. ما يطرح فيها؟
بدأ انعقاد المؤتمرات النقابية وفقاً للتواريخ التي حددها المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال في اتحادات المحافظات بعد أن أعدت مكاتب النقابات تقاريرها.
التقارير المعدة من قبل مكاتب النقابات كانت فقيرة بطرحها للواقع المعاش من قبل العمال، وكذلك فقيرة في طرحها لواقع الشركات الإنتاجية وما تعانيه من أزمات على مختلف الصُّعد الإنتاجية ونقص العمالة والكوادر الفنية ووضع المواد الأولية ووضع الطاقة المشغلة لخطوط الإنتاج.
كذلك مكاتب النقابات لم تطرح في تقاريرها خطة عملها، وهي تعقد مؤتمرها الأول، وكان من المفترض أن تقول للكوادر النقابية الحاضرة للمؤتمرات ما هي فاعلة تجاه واقع العمال المعيشي والأجري، وما هي فاعلة تجاه دفاعها عن معاملها من أجل تشغيلها بطاقتها القصوى، خاصة ونحن نعيش أزمة على كلّ الصُّعد، وهذا يتطلب موقفاً واضحاً من النقابات وهي تتحمل مسؤولية ما يجري للمعامل من عمليات تطنيش وتهميش من الحكومة تجاه إعادة إقلاع المعامل وتخليصها مما علَّق بها على مدار عقود، مما أوصلها إلى حالها التي هي فيها وانعكاس ذلك على المصالح والحقوق العمالية بما فيه أجورهم المتآكلة كل يوم بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار الذي يسرق من العمال حاجاتهم الضرورية.
السؤال الذي لابدّ من طرحه: كيف ستبرر النقابات للعمال تردي واقعهم المعيشي وغياب حقوقهم المختلفة؟ نعتقد أن الواقع المعاش أقوى من كل التبريرات والشعارات، وهذا الواقع يعرفه العمال تمام المعرفة ويريدون خطوة عملية واحدة تجاه الدفاع عن حقوقهم وستكون تلك الخطوة أفضل بمئات المرات من كل الخطب الرنَّانة والوعود التي تقدم لهم، والتي لم تجدِ نفعاً في السنوات السابقة، خاصة وهم يرون بأُمِّ أعينهم النهب الكبير الجاري لمنتوج عملهم ولجهدهم الذي يقدمونه في إعادة تدوير عجلة الإنتاج.
لقد جاءت المؤتمرات التي عقدت إلى الآن تكريساً للشكل الذي كانت تعقد فيه سابقاً، وكأنَّ النقابات لم تستفد من التجربة التي مرت بها وعاشتها مع السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة، حيث عادت لتأكيد شراكتها مع الحكومة على الحلوة والمرة، دون تَقدُّم ولو خطوة واحدة تجاه تلك السياسات التي جعلت حياة الفقراء ومنهم العمال جحيماً لن يطفئه سوى العمال عندما يقولون كلمتهم في وجه تلك السياسات الكارثية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 957