كلام في كلام
يقول المثل الشعبي «أسمع كلامك أصدقك، وأشوف أفعالك اتعجب» هذا المثل ينطبق على ما تقوله الحكومة في معظم لقاءاتها مع ممثلي العمال كونها لا تلتقي مع العمال لتسمع منهم ما لا يعجبها ويسرُّها حول ما جنته سياساتها وأفعالها عليهم من تردٍ في أوضاعهم المعيشية، ومن ضياع لحقوقهم.
من سمع كلام الحكومة في معرض ردها على ما تم طرحة في اجتماع المجلس العام لنقابات العمال، أنّ العمال يعيشون في ثبات ونبات، لا تنقصهم سوى طلة الحكومة البهية ليمتعوا أنظارهم بها، ويستمدوا القوة والعزيمة في تطوير قدراتهم الإنتاجية وتعظيمها، لم لا؟ والحكومة تُغدق على العمال عطاءاتها ولا تترك شاردة وواردة بما يخص تحسين مستوى معيشتهم إلا وتبحث بها كي ما تعود بالمنفعة عليهم.
لقد صدعت الحكومة رؤوسنا بما تقدمه من دعم في شتى المجالات التي عددها الوزراء الحاضرون في المجلس، وبالتالي فإن الحكومة تقوم بواجبها على أكمل وجه تجاهنا، إذاً لماذا العمال وبعض من يمثلهم «ينقون» ويتحدثون عن ضعف أجورهم وعن مستوى معيشتهم طالما الحكومة كما ذكرت تقدم كل هذا الدعم.
لهذا الوضع احتمالان، إما العمال جاهلون بما يقدم لهم من دعم، ولا نعتقد أحداً جاهلاً بواقعه الذي يعيشه بكل تفاصيله، وإما الحكومة لا تقول الحقيقة للعمال عن سياساتها تجاههم، وأنّ سياساتها مسخرة ومرتبة لخدمة آخرين يعيثون فساداً في ثرواتنا التي ينتجها العمال وكل العاملين بأجر، والأخيرة هي الحقيقة التي قامت الحكومة بالهروب من الإجابة عنها.
إن الاجتماع الأخير للمجلس مع الحكومة يلخص تجربة العلاقة الودية القائمة بين النقابات والحكومة، والتي كان من نتائجها الواقع الذي يعيشه العمال، وخاصةً لجهة أجورهم التي ربطتها الحكومة بتحسن الوضع الإنتاجي، أو في كلام آخر برفع الدعم الذي تقدمه الحكومة، وواقع الاقتصاد بمجمله وخاصة لجهة تشغيل المعامل والمنشآت الإنتاجية التي يمكن تشغيلها، والتي تحدثت وطالبت النقابات بتشغيلها، ولكن المؤشرات والرسائل التي ترد لا تشير أن الحكومة ذاهبة في خياراتها إلى الإنتاج بشقيه الصناعي والزراعي، لأن هذا يحتاج إلى موارد، والموارد ليست عندها تماماً، بل هي في جيوب من أوصل البلاد والعباد إلى ما وصلت إليه، وعلمكم كفايه.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 932