على أبواب الانتخابات النقابية

خلال الأيام الماضية انتهت المؤتمرات السنوية للنقابات، وهي الأخيرة في هذه الدورة النقابية، وقدمت النقابات تقاريرها المعتادة، وكذلك بعض أعضاء المؤتمر أدلوا بما يشعرون وما يعانيه العمال من وضع معيشي أقل ما يقال عنه أنه رديء، وظُلم أصحاب العمل والقوانين الرديئة النافذة في القطاعين الخاص والدولة، وآخرون وضعوا على الجرح ملحاً بصمتهم، منتظرين لحظة قد تكون مناسبة لفعل شيء ما، يستطيعون من خلالها الحصول على بعضٍ من حقوقهم. 

إن دور النقابات الأساسي، هو: الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة وحماية حقوقها كافة، ويعتبر هذا المحدد الأساس لبرامجها وأهدافها للدورة النقابية القادمة. إن ما قدمته النقابات لأعضائها من خدمات ومساعدات أو إعانات مختلفة اتجاه ما يساهمون به من اشتراكات في النقابة والصناديق المختلفة الموجودة لديها، يعتبر في الحد الأدنى منه لدعم أعضائها في المناسبات التي تتطلب من العامل تلك المصاريف التي لا يستطيع القيام بها دون هذا الدعم على قلته ومحدوديته، علماً أن النقابات لا يمكن لها أن تحل مكان الحكومة في تقديم الخدمات والإعانات، سواء العمال منهم أم غيرهم، فهي ليست جمعية خيرية بل هي منظمة نضالية لأجل حقوق الطبقة العاملة.
المرحلة المقبلة من حياة البلاد تتطلب من التنظيم النقابي أن يكون لديه ذلك البرنامج الذي يعتمد بشكل أساس مصلحة الطبقة العاملة في حماية حقوقها، من قانون عمل عادل يوحد صفوف الطبقة العاملة، وضمانٍ اجتماعي وحياةٍ ديمقراطية، يعيشها التنظيم النقابي بعيداً عن هيمنة أجهزة الدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وبالأخص منها: الأجر العادل الذي يعتمد أساساً له الحد الأدنى لمستوى تكاليف المعيشة، وأن يتسلح بأدوات نضالية حقيقية مختلفة وبعيدة كل البعد عن تلك المطالبات بالمذكرات والكتب التي أضعفته خلال المراحل السابقة، وأن تعود النقابات إلى قاعدتها الأساسية، وهي: الطبقة العاملة في القطاع الخاص الأكثر عدداً، إضافة لعمال قطاع الدولة، وأن يعود العمال للالتفاف حول تنظيمهم النقابي قبل فوات الأوان، وإفساح المجال للعمال لاختيار ممثليهم للدورة القادمة بشكل ديمقراطي حقيقي دون وصاية من أحد. ولتبدأ بذلك من الآن، حيث لديها فرصة مهمة اليوم، فهل يمكن فعل ذلك فيما تبقى من وقت؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
00
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 15:50