تدخل إيجابي لصالح من؟
السورية للتجارة، االسم الذي جمع ثالث مؤسسات من القطاع العام، وهي: المؤسسة العامة االستهالكية، والمؤسسة العامة للخزن والتسويق، والمؤسسة العامة لتوزيع المنتجات النسيجية »سندس« وذلك بالمرسوم رقم 6 لعام 2017 حيث عرفت المادة الثالثة منه: أن المؤسسة تقوم باألعمال التجارية للمواد والسلع التموينية االستهالكية والنسيجية والمنتوجات الزراعية بشقيها الحيواني والنباتي.
في واد آخر
تـعـمـل الـشـركـة بـشـراء وبـيـع الـسـلـع بالجملة ٍ ونــصــف الــجــمــلــة والــمــفــرق بــاإلضــافــة إلــى خـدمـات أخــرى كـوكـيـل ومـسـؤولـيـات أخـرى حــددت بـالـمـادة الـرابـعـة مـن الـمـرسـوم، مـثـل: إعـداد األنظمة المالية والمحاسبية واستثمار األصــــول، وتــصــدر هــذه األنـظـمـة بــقــرار عـن الــمــخــتــص، ووفــــق الـــمـــادة الــخــامــســة عـلـى ً مـجـلـس الــــوزراء بــنــاء عـلـى اقــتــراح الـوزيـر ً اعـتـبـار الـمـؤسـسـة الـسـوريـة لـلـتـجـارة تـاجـرا، وذلــك فــي عـاقـاتـهـا مــع الـغـيـر، ومـحـاسـبـتـهـا عـلـى نـتـائـج أعـمـالـهـا الـسـنـويـة، ولـيـس عـلـى جزئيات العمل في سبيل تدخلها اإليجابي في األسـواق ويـحـق لها الـدخـول فـي المناقصات، والقيام بعمليات االستيراد والتصدير للسلع والـخـدمـات وهـذا التوصيف المنصوص عليه فــي الــمــرســوم الـسـابـق الــذكــر، يــبــدو أنــه لـم يترجم على أرض الواقع على النحو المنشود ليبقى التدخل اإليجابي لصالح المواطنين في يعقل أن تتفاوت األسعار بين صالة وأخـرى، ً وادٍ آخر بعيدا كل البعد عن الهدف المعلن إذ ال وفـي أغـلـب األحـيـان أن تـزيـد أسـعـار الـصـاالت عن أسعار األسواق. قاسيون في صاالت المؤسسة جـــالـــت قـــاســـيـــون فـــي صـــــاالت الــمــؤســســة الموجودة في مدينة السويداء للوقوف على واقــع األسـعـار ومـعـرفـة اإلمـكـانـات الـحـقـيـقـيـة لـلـتـدخـل والـمـنـافـسـة فـي األســـواق، وتـحـدثـت مـع الـعـمـال لمعرفة أوضـاعـهـم ومـعـانـاتـهـم في وضـــروريـــة لـاسـتـهـاك الـشـعـبـي كـالـزيـوت ً الـعـمـل، وقــد تـبـيـن أن هـنـاك سـلـعـا أسـاسـيـة ومــادة الـسـمـنـة أسـعـارهـا مـرتـفـعـة عـن أسـعـار ذات الــمــواد فــي األســــواق، كـمـا أن أسـعـار الخضار والفواكه ضمن صاالت البيع أسعارها مرتفعة عن أسعار الخضار والفواكه في سوق الكاسدة على إحدى السلع الضرورية، وإلزام ً الحسبة، ولـوحـظ أيـضـا تحميل بعض المواد فـي مـوضـوع مـادة الـمـتـة أثـنـاء احـتـكـارهـا من ّ المواطنين بشرائها كسلة واحـدة. كما حدث قـبـل الـتـجـار، وتـحـمـيـلـهـا عـلـى مــادة الـبـطـاطـا ذات األسعار المرتفعة عن أسعار السوق، أما بخصوص أسعار مادتي السكر والخبز فهي منخفضة عن أسعار السوق بما يعادل 10 إلى 25 ليرة سورية، وهناك محاوالت من التجار لشراء هذه المواد الضرورية الرخيصة الثمن عـبـر طـرق وأسـالـيـب مـتـنـوعـة، وإعــادة بيعها في السوق بأسعار مرتفعة إضافة إلـى بعض أعداد ربطات الخبز يوم الخميس، رغم الطلب ً اإلجـراءات الخاطئة للمؤسسة، مثال: إنقاص الـكـثـيـف عـلـى الــمــادة، وزيــــادة أعــدادهــا فـي منتصف األسبوع، يضاف إلى ذلك ممارسات بـعـض أعـضـاء الـلـجـان الـمـكـلـفـة بتسيير الـدور ومـراقـبـة الـتـوزيـع لبعض الـمـواد الـتـي تسعى إلفــراغ الـمـؤسـسـات مـن هـذه الـمـواد والـسـلـع لصالح التجار. ويبقى الحرمان؟ كما تحدثت قاسيون مع العاملين في صاالت ومنافذ البيع لدى المؤسسة للتعرف عن كثب عـلـى هـمـوم الـعـمـال ومـعـانـاتـهـم، حـيـث طالبت إحــدى الـعـامـات بــإعــادة مـنـح الــقــروض فـي جميع الـمـصـارف، ورفـع سقفها وزيــادة عـدد الـصـرافـات اآللـيـة، وتأمين الصيانة الفنية لها، وإعـادة النظر بالسياسات المالية والضريبية لتتناسب مع الظروف الراهنة
عــــادل قــــال: هــنــاك ضـــــرورة مــلــحــة تـتـمـثـل بــتــعــويــض نــقــص الــــكــــوادر فـــي مـخـتـلـف المؤسسات، وخاصة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لتتمكن مـن القيام بعملها فــي ضـبـط األســـواق ومـحـاسـبـة الـمـتـاعـبـيـن بـاألسـعـار، بـاإلضـافـة إلـى تثبيت عـقـود العمال المؤقتين في أماكن عملهم وضرورة االهتمام بـمـؤسـسـات الـتـدخـل اإليـجـابـي لـتـنـسـجـم مـع مـضـمـون اسـمـهـا، مـن خــال الـعـمـل وزيــادة فـعـالـيـتـهـا وتـشـديـد الــرقــابــة الـتـمـويـنـيـة عـلـى األســـواق، مـن أجــل الـحـد مـن جـمـوح وغـاء األسعار. كما أكـدت على ضـرورة تلبية مطالب العمال وتشجيع مبادراتهم وربط األجور باألسعار، إذ ال يـعـقـل أن يـكـون الـحـد األدنــى للمعيشة أضـعـاف رواتـبـنـا الـتـي ال تكفي لـشـراء خبزنا، وتـبـقـى مـحـاربـة تـجـار األزمــات والـمـضـاربـيـن مجرد شعارات ال تنفذ. أمــا شـــادي فـقـد شــدد عـلـى ضـــرورة تـأمـيـن وسـائـط الـنـقـل لـلـمـوظـفـيـن، حـيـث تـشـكـل عقبة كـبـيـرة أدت إلــى اسـتـقـالـة الـبـعـض نـتـيـجـة ما يترتب عليهم من أعباء مالية كبيرة. أحد اإلداريين، طالب بمنح المؤسسة السورية للتجارة كامل الصالحية باالستيراد والتوزيع والبيع بسعر التكلفة، وإعفائها مـن الضرائب لـتـسـتـطـيـع امــتــاك أدوات الـتـحـكـم بـالـسـوق وإصــدار قـانـون يـحـل كـل الـتـشـابـكـات الـمـالـيـة ً اسـتـيـرادا ً وتـوزيـعـا، والـبـيـع بـأسـعـار مخفضة بين الجهات الـعـامـة، السيما بين المؤسسات اإلنتاجية، وإلغاء المركزية الشديدة في عمل الـمـؤسـسـات الـعـامـة، وأكــد عـلـى زيـــادة عـدد العمال لدى المؤسسة وذلك لزوم احتياجات العمل. سلوى العاملة في إحدى صاالت البيع قالت: البـد مـن إعـادة النظر بعمل مؤسسة التأمين الـصـحـي وشــركــات إدارة الـنـفـقـات الـطـبـيـة لـتـحـسـيـن الـخـدمـة الـصـحـيـة الـمـقـدمـة لـجـمـيـع عمال محافظة الـسـويـداء، والـتـي لـم تعد تلبي طـمـوحـات الـعـمـال، وإلـــزام هــذه الـمـؤسـسـات بالتعاقد مع الهيئات العامة المستقلة للمشافي، وزيــادة الـكـتـلـة الـمـالـيـة للطبابة والـتـأكـيـد على الــمــدراء الـعـامـيـن وإلـزامـهـم بـالـتـعـمـيـم الـجـديـد الــعــام لـلـتـأمـيـنـات االجـتـمـاعـيـة الــخــاص بـنـقـل ملفات التأمينات إلى كل المحافظات. وأضاف عامل آخر: إن نظام الحوافز للعاملين فــي الــصــاالت ال يـرتـقـي لـمـسـتـوى الـطـمـوح والـجـهـد الـمـبـذول مــن قـبـل الـعـمـال فــي هـذه الـصـاالت، كما أن العمال مياومين، ورواتبهم ال تـتـجـاوز الــ 15 ألـف لـيـرة، وهـم يفتتحون ورواتبهم ال تكفيهم ثمن الخبز والموصالت، ً الصاالت من السابعة صباحا وحتى الـ 11 ليال، »نعدكم بأن تتحول السورية للتجارة ألقوى ً وأضـاف دائما نسمع الوزير المختص يقول: مؤسسة في الشرق األوسـط وسنحاول حل مشاكلها كاملة«. كـمـا علقت إحـدى الـعـامـات عـلـى وجـهـة نظر الحكومة »بالنسبة لزيادة الرواتب وتخفيض أســعــار مـسـتـلـزمـات الــمــواطــن«، نـحـن نـعـمـل بـالـرؤيـة الثانية وهـي تخفيض األسـعـار ألن كلفتها أقـل وهـذا الـكـا ً م قـد يـكـون صـائـبـا لو أن الحكومة هي التي تتحكم باألسعار، سواء في استيراد المواد والمستلزمات الضرورية لـمـعـيـشـة الــنــاس، أو فـي عـمـلـيـات الـتـسـويـق والتوزيع لألسواق، وكل المحاوالت السابقة أو الالحقة التي تقوم وستقوم بها الحكومة لـضـبـط األســـعـــار، لــم تـنـجـح وغــيــر مـتـحـكـم بـهـا مــن قـبـلـهـا، بــل مــن قـبـل الـمـسـتـورديـن األساسيين الذين يُعدّون على أصابع اليدين، وهــم الـمـحـتـكـرون لـلـمـواد واألســعــار فـكـيـف ستقوم الحكومة بالتخفيض، وهـي ال تملك األدوات الــازمــة لـتـلـك الـعـمـلـيـة، وأهـمـهـا: أن تـكـون الـمـتـدخـل األسـاسـي فـي األســواق والـمـسـتـورد األول واألخـيـر لـتـلـك الـحـاجـات الــضــروريــة، وهــذا لـيـس بـاإلمـكـان لـمـن هـو الشعب لكي تستورد وتـراكـم الـثـروة ويبقى ً مـنـحـاز كـلـيـا لـقـوى الــســوق، يـمـدهـا بـأمـوال الـحـرمـان ألغلبية الـسـوريـن الـفـقـراء هـو سيد الموقف.