بصراحة العمال لا يصدقون
صدرت عدة تصريحات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن قيادات نقابية بارزه، تقول تلك التصريحات: أن الحكومة لم تفِ بوعدها للنقابات لجهة تحسين الوضع المعيشي للعمال بزيادة أجورهم وتعويضاتهم المختلفة على الأجور بقيمتها الحالية خلافاً للمراسيم السابقة في منح التعويضات، ولكن تلك التصريحات تستدرك، وتقول: إن الحكومة بدأت بزيادة الأجور للعسكريين، وهي في طريقها لزيادة أجور العمال، والقضية هي قضية وقت فقط لا غير.
المُشاهد للّوحة العامة في سير توجهات الحكومة، لا يمكن أن يراهن في تحسين الوضع المعيشي للعمال من خلال الوعود التي تطلقها في المناسبات المختلفة، وخاصة عند حضورها لاجتماعات مجلس الاتحاد العام، حيث تكون الوعود سخية، والكلام الذي يطرح ولا أجمل، ليخرج المرء بانطباع: أن هذه الحكومة فعلاً هي ممثلتهم وحكومتهم «اللزم» التي لا هم لها سوى تأمين كل ما يلزم للعمال من حياة كريمة واستمرارية في دفع عجلة إنتاج المعامل وتطويرها.
لا أيها السادة، كل يوم يزداد وضع العمال المعيشي تراجعاً عن اليوم الذي قبله، وفي المقابل يزداد غنى الأغنياء، ويزداد توحشهم مع توحش السوق وقوانينه، التي يمسكون بخيوطها ويحركونها كما هي مصالحهم التي جوهرها: مركزة الثروة إلى الحدود القصوى، من خلال حصولهم على الحصة الأكبر منها ليبقى للعمال والفقراء بعض الفتات الزائد عن حاجتهم، إن زاد عن حاجتهم شيء ذو قيمه يمكن أن يسد الرمق أو يغني من جوع هذا الواقع الذي أصبح ملموساً ومرئياً ولا يحتاج لتمحيص أو تدقيق للتدليل على الواقع المعيشي الذي وصلت إليه الطبقة العاملة خصوصاً، دون أن يحرك هذا الواقع أصحاب الأمر والنهي من أجل التخفيف عن كاهلهم بإجراءات حقيقية تمكنهم من تأمين الاحتياجات الضرورية لمعيشتهم والوعود التي تطلقها الحكومة ويصدقها فيها البعض، هي كمن يذر الرماد في العيون، لن تقدم للطبقة العاملة ما يغير من واقع معيشتها الذي وصل إلى درجة من التردي لا تَسرّ لا عدواً ولا صديقاً.
الطبقة العاملة السورية ستعلن موقفها وكلمتها في اللحظة التي هي مواتية لها من حيث تنظيم قواها واللحظة السياسية المناسبة وعندها لن تنفع معها الوعود.