لماذا لا يتم الإفراج عن مشفى شهبا؟!!

لماذا لا يتم الإفراج عن مشفى شهبا؟!!

أحد أهم مطالب نقابة عمال الصحة المدور من مؤتمر إلى آخر خلال أربعة عشر عاماً من المؤتمرات النقابية العمالية، ومن زيارات لمسؤولين من وزراء ومحافظين، لم تكن كافية لإنجاز مشروع مشفى شهبا، والذي لم تنتهِ المرحلة المتبقية من هذا المشروع، والأهالي يقتاتون على الوعود المعسولة للمسؤولين، مما دفع البعض من الأهالي أن يقترح على قاسيون ضم المشروع غير المنجز لمديرية الآثار والمتاحف كون المدينة تمتاز بآثارها الرومانية، وتسمية المشفى «مشفى فليب العربي إبان العهد الروماني»

أعمال الترميم في مشفى شهبا أثارت الكثير من التساؤلات لدى المواطنين في مشروع لم ينجز بعد، وبدأ ترميمه قبل إتمامه في ظل معوقات مالية وتقنية تقف حائلاً أمام إتمام المشروع
إن بدء الترميم في مشفى شهبا الوطني قبل وضعه في الخدمة مفارقة تثير الكثير من التساؤلات.
المشفى الذي بدء العمل به منذ عام 2002 ضمن عقود منفصلة للإنشاء والإكساء، والتجهيزات، ومعوقات مالية تتعلق بضعف التمويل اللازم لإنجاز وتنفيذ شبكة الغازات الطبية، وبعض العقود الجزئية المتعلقة بالأتمتة، وتملص العديد من المتعهدين من إكمال المشروع بسبب تفاوت الأسعار التي تضاعفت عشرات الأضعاف، جميع هذه العوامل وقفت حائلاً أمام إتمام هذا الصرح الحيوي الهام، الذي سيقدم خدمة صحية لـ 34 قرية وبلدة في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء ولما لا يقل عن 125 ألف مواطن في مدينة شهبا وقراها والتي تبعد عن مدينة السويداء ما يقارب 20 كم.
مشفى «شهبا» هو الوحيد على الطريق السريع بين محافظتي دمشق والسويداء ما يعطيه قيمة مضافة لكونه أقرب نقاط الإسعاف على الطريق الحيوي، إضافة إلى دورهِ المأمول «لدى وضعه في الخدمة» في التخفيف من الضغط الحاصل على المشفى الوطني في السويداء، ولا سيما بعد ازدياد التعداد السكاني في المدينة والقرى التابعة لها، نتيجة الهجرة الوافدة إليها بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية.
العمل في المشروع بدأ منذ عام 2002 لكن المشفى لم يدخل الخدمة حتى الآن، رغم تتالي الوعود منذ عام 2010 بتسليم المشفى ووضعه في الخدمة من قبل جميع الأطراف المشرفة والمعنية به.
إن ما قامت به الشركة العامة للبناء خلال عام 2017 اختصر أعمال السنوات الماضية، وذلك نتيجة «أهمية إنهاء المشروع بوقت زمني محدد».
أعمال كل العقود الفنية والميكانيكية والكهربائية والإكساء أصبحت منتهية ومع نهاية العام يكون تركيب شبكة الغازات منتهياً، ويصبح المشفى «بيد مديرية الصحة» التي تترتب عليها المرحلة الثانية بالتجهيز.
يتكون المشفى من ثلاثة طوابق بمساحة طابقية تبلغ 220 متراً مربعاً وقبو ويخدم نحو 150 ألف مواطن من 34 قرية في منطقة شهبا إضافة إلى الأسر الوافدة، ويتسع المشفى وفق العقد لـ 60 سريراً لكن نتيجة المساحات الواسعة التي يتمتع بها حسب تصميمه الأفقي، فإنه من الممكن أن يحتوي على أكثر من 100 سرير.
 تخصيص اعتماد للمشفى هذا العام بقيمة 85 مليون ليرة لإنجاز بعض الأعمال، حيث أنفق منها نحو 57 مليون ليرة من أصل الاعتماد منذ بداية العام الجاري، وحالياً العمل جارٍ للتعاقد على تأمين أثاث ومعدات للمشفى من أسرة وعربات ضماد ونقل مرضى، إضافة إلى تجهيزات أخرى.
إن القيمة الإجمالية المصروفة للعقد بلغت نحو 600 مليون ليرة سورية إضافة إلى عقد الغازات المستقل، الذي لم يتم صرفه والبالغة قيمته 350 مليون ليرة، أي: إن القيمة الإجمالية لعقود بناء المشفى نحو مليار ليرة سورية، عازياً سبب عدم ارتفاع تكلفة البناء بمبلغ أكثر من ذلك كون «القسم الأكبر منه نفذ قبل حدوث تضخم الأسعار».
يشمل المشفى أقساماً للأطفال والإسعاف والولادات، وغرف التجهيزات الميكانيكية، ووحدات المعالجة المتضمنة «المراجل والحراقات والمداخن» والتي تم تجريبها مؤخراً للتأكد من جهوزيتها للعمل، كما قام الكادر الفني بتغليف الأنابيب بقماش عازل للحرارة ودهنها بألوان مختلفة تميزها «خطوط باردة، أو ساخنة» لسهولة العمل، وقد «واجه  الفريق صعوبة مضاعفة في هذا القسم، لكون الآلات مركبة منذ أكثر من 6 سنوات، ونتيجة عدم استخدامها ترتب إعادة صيانتها وضبطها».
لم يخلُ مشفى شهبا في محافظة السويداء من بعض الأخطاء الفنية في اختيار التجهيزات، كأبواب الحمامات التي لا تسمح بالاستخدام الصحيح لها ونظام الإطفاء اليدوي، وعزل النوافذ والمغاسل غير المطابقة للمواصفات وبياض الحمامات المخالف للنوعيات المطلوبة، وعدد من الأبواب الداخلية الحديدية التي تشكل خطورة على مستخدميها.
يذكر أن تكلفة المشفى وصلت إلى حوالي مليار ونصف المليار ليرة.
هل يدخل مشفى شهبا الحكومي حيز التشغيل والاستثمار لدى مديرية الصحة في عام 2018 مع العلم أن تأمين التجهيزات الطبية وعقودها يجب أن يبدأ الآن، كي لا يخيب أمل المواطنين من جديد بتأخر افتتاح المشفى لسنوات أخرى، إذا تأخرت عقود التجهيزات الطبية ولايزال الأهالي مع انتهاء كل اجتماع يعودون إلى بيوتهم، حاملين معهم حقيبة من الوعود الحكومية، وحقيبة أخرى من الأحلام بتحقيق تلك الوعود .