بانوراما عيد العمال العالمي

بانوراما عيد العمال العالمي

تحتفل الطبقة العاملة كل عام بعيدها العالمي الذي اكتسبته عبر نضالاتها الطويلة، ودفعت ثمنه الدماء والأرواح لتجدد روحها النضالية أمام الهجمات الواسعة التي يشنها الرأسمال المالي العالمي على مكاسب وحقوق الطبقة العاملة، خاصة مع تعمق الأزمة الرأسمالية التي مركزت عمليات نهبها ووسعت من دائرة الفقر والحرمان، هذا الأمر الذي يدفع الجماهير حول العالم للعودة إلى الشارع، للدفاع عن حقوقها ومكتسباتها المسلوبة من قبل القلة القلية من الناهبين، وهذا بحد ذاته تعبير سياسي عن تغير في موازين القوى، والذي سيتعمق أكثر، مع تصاعد المواجهة التي نرى مقدماتها في الإضرابات والمظاهرات العمالية الواسعة وبشكل دائم في الأول من أيار بشكل خاص.

الولايات المتحدة
قاد ناشطون من نقابات العمال مسيرات في عدة مدن أمريكية بمناسبة عيد العمال، انتقدوا فيها سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء الهجرة، وندد المتظاهرون بالإجراءات المشددة التي ينتهجها ترامب بشأن الهجرة، ووصفوها بأنها هجوم على العمال المستضعفين في بعض الوظائف المتدنية الأجور في الولايات المتحدة، وكان أكبر تجمع في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حيث سار عدة مئات وسط المدينة حاملين لافتات مؤيدة للنقابات والهجرة، وهم يهتفون «الاتحاد قوة» و«هذا ما تبدو عليه الديمقراطية»، وكانت المظاهرة صاخبة لكنها اتسمت بالسلمية، وفي مدينة نيويورك سار مئات الناشطين بشارع برودواي إلى وول ستريت، واعتقلت الشرطة في سياتل رجلاً للاشتباه بأنه قذف مسيرة هناك بالحجارة.
لندن
نظمت النقابات العمالية في بريطانيا تظاهرات احتجاجية بمناسبة عيد العمال رفضاً لأسس النظام الرأسمالي، وما تسبب به من مظالم يعاني منها مواطنون في بريطانيا ودول أخرى، وطالب، المحتجون بتحقيق العدالة الاجتماعية ومنع انتهاك حقوقِ العمال.
كوريا الجنوبية
خرج العمال بمسيرة في شوارع سول للمطالبة بتحسين ظروف العمل، وتجمع نحو عشرة آلاف في ميدان في العاصمة الجنوبية، ورددوا هتافات ورفعوا لافتات حملت رسائل من بينها: «أوقفوا تدهور الحد الأدنى للأجور»، واشتبك المتظاهرون مع الشرطة أمام القنصلية اليابانية عندما حاولوا نصب تمثال أمام القنصلية يمثل العمال الذين تم تجنيدهم في الجيش خلال الاحتلال الياباني.
الفلبين
نظم حوالي 5000 عامل وناشط نقابي، احتفالاً بيوم العمال العالمي بالقرب من قصر مالاكانانج، وطالب العمال بإنهاء جميع التعاقدات، وهي الممارسة الواسعة الانتشار للعمالة قصيرة الأجل، كما طالب المتظاهرون الحكومة بمعالجة قضايا العمل بما في ذلك الأجور المنخفضة والبطالة والقمع النقابي.
فرنسا
شهدت باريس اشتباكات عنيفة في مسيرات ومظاهرات الاحتفال بعيد العمال، وأوقفت على إثرها الشرطة 109 أشخاص، ومن المقرر خروج مظاهرات أخرى في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، للاحتجاج على خطط الرئيس ماكرون للإصلاح الاقتصادي، وقال وزير الداخلية الفرنسي: إن وزارته ستزيد عدد أفراد الشرطة، لمواجهة الجولة الثانية من الاحتجاجات المناهضة لإصلاحات الرئيس إيمانويل ماكرون الاقتصادية.
فنزويلا
خرج الآلاف في العاصمة الفنزويلية كراكاس في مسيرة احتفالاً بعيد العمال العالمي، وأكد العمال على تضامنهم مع الرئيس مادورو رئيسهم في ظل الأزمة السياسية الحادة التي تشهدها الدولة الغنية بالنفط، والجدير ذكره أن الرئيس مادورو شارك في هذه المسيرة.
الصين
خرجت مسيرات عمالية في الشوارع احتفالاً بعيد العمال، طالبوا خلالها بتحسين حقوقهم والمكتسبات التي يحصلون عليها، ورفع المشاركون لافتات حملت شعارات، « تطالب بساعات عمل ثابتة، وبمراجعة سنوية للحد الأدنى للأجور».
تايوان
تظاهر عشرة آلاف عامل، وطالب المتظاهرون بإجراء استفتاء لإلغاء إصلاحات أجرتها الحكومة، والتي تمثل تدهوراً كبيراً لحقوق العمال.
إندونيسيا
لم يختلف الوضع كثيراً، إذ فضل العمال هناك أيضاً الاحتجاج بالقرب من قصر بوكور، مطلقين شعارات تطالب بتحسين مستوى حياة العمال في الدولة، وطالب العمال الحكومة بتخفيض أسعار المواد الاستهلاكية، والمحروقات، ورفع معدل الأجور في البلاد والتي وصفوها بالظالمة.
روسيا
شارك أكثر من 100 ألف شخص في موسكو بمسيرة عيد العمال الموافق للأول من أيار، وانطلق المشاركون من الساحة الحمراء متجهين إلى الشوارع الرئيسة للعاصمة الروسية، ونظم الحزب الشيوعي الروسي الحدثَ ودعمته مجموعات يسارية أخرى، وحمل المشاركون الأعلام الشيوعية وصور لينين وستالين وهتفوا بالشعار التقليدي «السلام والعمل وأيار».
ألمانيا
نظم المئات من اليساريين في ألمانيا، في العاصمة برلين، وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوق العمال في بلادهم، حاملين لافتات تطالب بحقوق العمال، وشددت قوات الأمن إجراءاتها لمنع اندلاع اشتباكات مع المتظاهرين.
تركيا
في اسطنبول أغلقت الشرطة التركية الطرق الرئيسة المؤدية إلى ميدان تقسيم، في إجراء اقترن بغلق طرق رئيسة أخرى، كجزء من التدابير الأمنية، ووضعت الحواجز حول الميدان الذي شهد مقتل عشرات الأشخاص خلال مظاهرة في عيد العمال عام1977، كما شهدت الاحتفالات مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين، اعتقل على إثرها أكثر من 50 شخصاً وفرضت إجراءات أمنية على المدينة.
لبنان
تظاهر مئات الشيوعيين والنقابيين، بمناسبة عيد العمال العالمي، حيث جابوا شوارع بيروت، رافعين الأعلام الحمراء والشعارات المطالبة بالتغيير، وانطلقت التظاهرة من ساحة جورج حاوي، التي تحمل اسم الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي اللبناني، الذي اغتيل في العام 2005، ورفع المشاركون العلم الأحمر، وجابت شوارع بيروت، وسط أناشيد وطنية وثورية، كما حملوا شعارات تدعو إلى وحدة العمال وحماية حقوقهم.
العراق
تظاهر مئات المواطنين احتفالاً بعيد العمل، منطلقين من أمام جدارية الزعيم عبد الكريم قاسم، ورفع المتظاهرون العلم العراقي والأحمر، ورددوا شعارات عدة، منها: «عمالنا إيد بإيد ـ هيجي فاسد ما نريد»، «عمال الوطن ثورة ضد الفساد»، بالإضافة إلى الشعارات المنددة بالطائفية والمفسدين.
فلسطين المحتلة
تظاهر العمال في قطاع غزة المحاصر أمام مجلس الوزراء في القطاع، للمطالبة بتحسين أوضاعهم وللمطالبة بتشغيلهم، رافعين لافتات تندد بالحصار «الإسرائيلي» المفروض عليهم منذ 11 عاماً، وشارك في الفعاليات الاحتجاجية الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، ورؤساء النقابات العمالية إلى جانب عشرات العمال.
المغرب
طالب مشاركون في مظاهرة عمالية برفع أجورهم، وانطلقت مسيرة من وسط المدينة إلى مقر البرلمان المغربي، شاركت فيها نقابات عمالية، ووعدت الحكومة المغربية بالشروع في تفعيل قانون يتضمن تعويضات للعائلات عن كل طفل فيها، وهو ما سينطبق على نصف مليون موظف تقريباً عامل في البلاد.
إيران
اندلعت تظاهرات في عدة مدن إيرانية على رأسها العاصمة طهران، حيث خرجت مسيرة حاشدة من أمام نقابة العمال الحكومية، وصولاً إلى تجمعات أمام البرلمان الإيراني، احتجاجاً على أوضاع العمال السيئة واستمرار أزمات تأخر الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية للعمال.