بصراحة: عاملات بلا ضمانات!
الطريق المتجه إلى الجنوب يطالعك على جنباته، وفي العمق عن يساره ويمينه، عشرات المعامل والشركات التي تنتج مختلف الصناعات وهي في المعظم صناعات خفيفة، ولكن يعمل داخلها ألاف العمال، والأغلبية عاملات والسبب: أن الأغلبية عاملات، أصبحت معروفة لا تحتاج للكثير من الشرح والتفصيل، والعاملات يعملن في ظروف صعبة من حيث طبيعة العمل وشروطه، التي يفرضها أصحاب المعامل على العاملات، وأهمها: الأجور التي لا تتجاوز الثلاثين ألفاً مقتنصين فرصة أن هؤلاء العاملات وضعتهم ظروفهم الاجتماعية بين خيارين صعبين: إما الامتثال لشروط العمل المفروضة وفق العقد شريعة المتعاقدين، وهنا يكون الحاكم بأمر الله الذي يفرض ما يريد رب العمل، وما على العاملة أو العامل إلا الامتثال لهذه الشروط، وإلا الخيار الصعب وهو: الشارع والبطالة والعوز سيكون سيد الموقف وهنا ستكون الطامة الكبرى حيث الأفواه المفتوحة لأطفال ينتظرون المعيل أخر النهار وهو يحمل لهم ما تيسر له ليقدمها لأطفاله أو أطفالها.
ما نريد أن نقوله، ومن خلال ما سمعناه من كثير من العاملات اللواتي التقينا بهنّ، وهن يعملن في هذه المعامل، حيث دار نقاش طويل حول أوضاعهن وظروف عملهن، وأجورهن، وكذلك عن دور النقابات في حمايتهن من أشكال الاستغلال والنهب لجهودهن، التي يقدمنها في العمل، مقابل حفنة من الليرات التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ما نود أن نقوله: إن ظروف الأزمة التي دفعت الكثيرات للعمل بسبب غياب المعيل الأساسي لأسباب مختلفة جعلتهن لقمة سائغة يمكن استغلالها بشى الوسائل، خاصةً وأن الجهات المفترض أنها مسؤولة عن تأمين مصالحهن وحقوقهن، في حالة غياب مستمر ودائم. فالعاملات لا يحظين بحق التسجيل بالتأمينات الاجتماعية، ويعملن ساعات عمل طويلة دون ضمان صحي، أو ضمان في حالة الإصابة أثناء العمل، ففي هذه الحالة يتم تسريحها باعتبارها لم تعد تصلح للعمل، كما هو مطلوب منها ورب العمل ليس مضطراً للإبقاء عليها، طالما أن إنتاجيتها قد تدنت عما هو مطلوب منها، فطالبات العمل كثر في سوق العمل.
إن النقابات، الغائب وجودها ودورها عن هذه المعامل سيعرض العمال والعاملات لفقدان الحقوق، وبالتالي ستخسر النقابات من هذا الغياب على الرغم من المحاولات كلها التي تقوم بها للتواصل مع عمال القطاع الخاص، ولكن ضمن الخطط والأروقة الداخلية لمقرّات النقابات!؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 838