من أول السطر: السرطان المهني 3
حول سرطان أعضاء الجسم التي تفرز المواد المسببة ( سرطان المجاري البولية):
يعتبر سرطان المجاري البولية المهني في المرتبة الثانية من نسبة الإصابة به حيث يلي سرطان الجلد المهني، إلّا أنه على جانب كبير من الخطورة وخاصةً، أنه يتواجد في مكان داخلي في الجسم وعادةً ما تكون المثانة هي أكثر الأعضاء تعرضاً للإصابة من غيرها في الجهاز البولي، لذا سنركز على سرطان المثانة المهني هنا، الذي يعتبر أكثر شيوعاً كما ذكرنا.
لأن المثانة هي المكان الذي تتجمع فيه إفرازات الكلى لمدة طويلة نسبياً قبل طرحها خارج الجسم، وغالباً ما يظهر حول منطقة مثلث المثانة وخاصةً أنها غنيةٌ بالأوعية الدموية فهي أكثر الأماكن تعرضاً للإصابة للمواد المسببة له أو على أطراف فتحة الحالبين، وقد يظهر هذا المرض المهني بعد تعرض العامل للمواد المسببة له، خلال السنة الأولى وحتى /25/ سنة من التعرض للمواد، وذلك حسب نوع المواد وكمية التعرض لها. لذلك يجب المتابعة بإجراء الفحوص الدورية، حتى بعد ترك العامل العمل لمدة لا تقل عن /7/ سنوات.
إن أكثر الصناعات التي يتعرض فيها العمال لسرطان المثانة المهني، هم الذين يعملون في المواد الكيماوية بشكل عام، وخاصةً مادة البنزيدين وأملاحها، وزينيل أمين والنفتالين وغيرها من المواد، مثل: عمال صناعة الإطارات والكاوتشوك، وعمال الطباعة وخاصةً طباعة الأقمشة حيث يكثر فيها استخدام مادة البنزيدين، وعمال الأصبغة.
طرق الوقاية : تجهيز المعمل بطرق الأمن الصناعي من تجهيزات شفط الأبخرة والغازات الناتجة عن الصناعة، واستخدام العمليات المغلقة فيها، كما يجب أن لا تكون أرضيات المنشأة مصنوعةً من الإسمنت أو الخشب بل يجب أن تكون مصنوعة من مواد غير قابلة للامتصاص ليسهل تنظيفها، وتأمين وسائل الوقاية الشخصية للعمال، من ألبسة وكمامات، بما يناسب طبيعة المواد التي يتعامل معها في الصناعة، النظافة الشخصية للعامل في مكان العمل وتأمين أماكن الاستحمام بعد انتهاء العمل مباشرةً. وتثقيف العمال بمخاطر المهنة التي يعملون فيها، ومعرفة المواد المستخدمة في عملية الإنتاج ومخاطرها الحقيقة.
الفحص الطبي الدوري من تحاليل بول، ومعرفة كمية الأمينيات في البول وإجراء تحاليل دموية.ومن أهم الفحوص الدورية هي: عملية تنظير المثانة فهي الطريقة المثلى لاكتشاف الورم مبكراً ومعالجته والشفاء منه حيث يبدأ على شكل حليمات صغيرة في المثانة، ولا يمكن كشفها إلا بالتنظير،لذا ينصح بإجراء هذه العملية مرتين في السنة، لأنه إذا انتشر الورم نتيجة عدم كشفه المبكر قد يصبح العلاج الأنجع استئصال المثانة، أو جزء مهم منها!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 801