بصراحة الاتحاد العام يؤجل اجتماع مجلسه العام
كان من المقرر أن يلتئم مجلس الاتحاد العام يومي 23/24/7 لبحث عدة مواضيع حسب جدول الأعمال الموزع، ومن ضمنها نقاش أوضاع عمال القطاع الخاص. . . ولكن فجأة جرى تأجيل هذا الاجتماع إلى موعد آخر بذريعة العدوان الصهيوني ـ الأمريكي على لبنان، هذا العدوان الذي لا أحد يعلم حتى الآن متى قد ينتهي.
وكما هو واضح فإن كل المؤشرات السياسية والعسكرية تقول بأن أمد العدوان سيطول، وسيأخذ أشكالاً متعددة ومختلفة الأوجه، وتدخل ضمن احتمالات تشعبه وتوسعه إمكانية العدوان على سورية، خصوصاً إذا عجز القائمون عليه، وهذا المرتجى والمتوقع، عن تحقيق أي انتصار في معركتهم الهمجية واللا متكافئة التي يشنونها ضد المقاومة اللبنانية البطلة.
إن العجز عن تحقيق ذاك الانتصار الضروري من وجهة نظر أرباب العدوان الصهيوني والأمريكي يعني توسيع رقعة الحرب في كل الاتجاهات، والتي سيخلقون لها المبررات العديدة كما جرت العادة. وعلى الرغم من تطمينات العدو الصهيوني المتكررة هذه الأيام، بأنه لن يدخل الحرب ضد سورية، إلا أن هذه التطمينات هي جزء من معركة العدو الإعلامية النفسية والسياسية عله يستطيع تحييد سورية الآن ويجعلها (خارج قوس) كما عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي بوش (حول ضرورة تحييد سورية وإيران)، والذي أكد أن المعركة هي فقط ضد حزب الله «الذي يعتدي على إسرائيل».
الصهاينة والأمريكان يرون أنه لابد من تجريد المقاومة من سلاحها وإبعادها بالشكل الكافي عن حدود (إسرائيل) كي لا تطال الصواريخ المستعمرات والمدن الصهيونية، ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن، نعم تسير الرياح الآن بعكس ماتريده الإمبريالية الأمريكية نتيجة الإرادة السياسية الصلبة، والعزيمة القتالية التي لا تلين، والتي هي أهم عناصر المقاومة الشاملة التي لابد لها تسود الآن، والتي لابد من ترسيخها عبر الاستعداد والتعبئة والتحضير للمواجهة بين صفوف شعبنا، وخاصة في صفوف الطبقة العاملة السورية، هذه الطبقة الباسلة التي يقع على عاتقها مهام جسيمة (رغم مايحيق بها من ظلم وحيف)، ما قبل المعركة وأثناء المعركة، وبعد المعركة، إذ تعتبر هي العمود الفقري في صمود واستمرار صمود جبهتنا الداخلية، وإن تعبئتها وتنظيمها في مواقع العمل وخارج مواقع العمل، يعني ضمان استمرار المعركة والمواجهة بالشكل الذي يُفشل مخططات العدو الخارجي والداخلي، بحيث ينقلب السحر على الساحر. لذا فإن الحركة النقابية يقع على عاتقها مهام كبيرة أساسية في التعبئة والتنظيم وقيادة الطبقة العاملة السورية في مواقعها المختلفة إنتاجياً وسياسياً بشكل يؤمن العناصر الضرورية للمواجهة القادمة.
إن الدعوة إلى اجتماع استثنائي لقيادة الحركة النقابية وبالتالي للمستويات النقابية مسألة ضرورية في هذه الظروف الاستثنائية لاتخاذ الإجراءات الضرورية والهامة التي يقع على عاتق الحركة النقابية والطبقة العاملة السورية عموماً اتخاذها، مما يعني تعبئة وتنظيم واتخاذ إجراءات على الأرض تمكن الطبقة العاملة من القيام بدورها المنوط.