في الخماسية: نهب وسلب وسرقة

الشركة التجارية المتحدة (الخماسية) هذا الصرح الصناعي الكبير الذي كان ولفترة طويلة حاملا أساسيا لاقتصاد الوطن ورافدا هاما من روافد ميزانيته، وميزانه وتوازنه،هذا العملاق الذي كان يأخذ على عاتقه تأمين الكثير من احتياجات أهلنا وعائلات عمالنا، وكان يرفد مدينة دمشق بالتيار الكهربائي ويغطي حوالي نصف احتياجاتها من الكهرباء أصبح عاجزا سقيما وقد أنهكت قواه واستنفذت طاقاته لأنه يتعرض وعلى مدى السنوات الأخيرة التي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين، للنهب والسلب والسرقة المقوننة وغير المقوننة،المشروعة وغير المشروعة على أيدي قوى السوء التي تحكمه وتديره..

ونورد  فيما يلي تباعاً بعض النواحي التي تعرضت لها هذه الشركة العامة من نهب مموه مغطى بعقود نظامية، فمثلا طرحت الشركة مناقصة عالمية منذ أقل من خمس سنوات لاستجرار عقد لتوريد مرجل لتوليد الطاقة البخارية (شودير) وقد تقدمت شركات عالمية بعروضها من الهند والسويد وإيران وألمانيا وإيطاليا، ولأن الطليان قد تعلموا أساليب الفساد والرشوة من كثرة تعاملهم مع قوى السوء والسوق العربية، فقد لعبوا لعبتهم هنا أيضا وبقليل من الهدايا الشخصية والزيارات المنزلية فقد رست المناقصة عليهم ،وتم توقيع العقد الذي تزيد قيمته عن /100.000.000/ مائة مليون ليرة سورية (لا نعرف حصة الإدارة منها) وتم تحديد المواصفات والشروط المطلوبة للمرجل كما تم تحديد المدة القصوى للتركيب، وبناءا على ذلك تم إحضار المرجل وتركيبه مع وحدة تصفية للمياه خاصة به، ومنذ الوهلة الأولى بدا واضحا لكثير من المطلعين في الشركة أن هذا النموذج من المراجل قديم جدا، وتم تشغيل المرجل لفترة اختبار حددت بعام واحد على الأكثر، ولم تمض فترة قصيرة حتى توقف المرجل بسبب عطب كبير في المحمّص الذي يحول البخار الناتج الى بخار ناشف مشوي يجب أن تزيد حرارته عن /250/درجة مئوية فتم تبديل المحمّص واشتغل المرجل وبعد فترة قصيرة أخرى أيضا توقف مرة ثانية بسبب عطب في الأنابيب الداخلية للمرجل التي تبين فيما بعد أنها مهترئة ومستهلكة فنيا، وطالت فترة الاختبار وفي كل يوم عطب جديد وتبديل آخر، ومازال المرجل حتى الآن ليس بمرجل، وإنما خردة حديدية كبيرة تشغل حيزا في الشركة، ولا ننسى أن نقول أيضا إن وحدة تصفية المياه المرافقة له لم تقم بمهمتها أيضا ولم تصفِ المياه بل جعلت قساوتها وشوائبها عالية جدا وتم هدر الكثير من المواد الكيميائية كالاسيد (حمض كلور الماء) والكوستيك (الصودا الكاوية) بلا فائدة ولن ننسى أيضا ان نقول أن أنابيب الوصل والتمديد قد أنهكت ميزانية الشركة، وكل ذلك من المكافأة الإنتاجية التي يستحقها العمال وصدق ظن من قال إن هذه الآلات الموردة الى الشركة قديمة ومستهلكة فنيا  حيث تم تجديدها ظاهريا وكل ذلك يقع على كاهل عاملنا الذي يدفع ثمنها من إنتاجه وتعبه وعرق جبينه فهل من.........؟؟؟؟؟ وهل من يعيد لعاملنا حقه بالأجر الذي يسمح له بالعيش بكرامة؟.