بصراحة... قبل أن يُفتح الباب
هام جدا أن نعود بين الفينة والأخرى لنتذكر المواقف التي تميز حركتنا النقابية منذ نشوئها وحتى الآن هذه المواقف التي كانت تنسجم مع المواقف الوطنية في كل المراحل التي عاشتها بلادنا.
فهم لا يقبلون التفريط بالثوابت الوطنية ودفعوا الكثير من أجل الدفاع عن كرامة الوطن. وكانوا يرفضون كل السياسات التي كانت تحاول الدوائر الغربية أن تفرضها علينا ونستذكر هنا اللقاء الذي تم منذ سنوات بين ممثل الاتحاد العالمي للنقابات الحرة وأحد النقابيين وكان أمين سر الاتحاد المهني للبناء والأخشاب بتكليف من قيادة الاتحاد التي لم تستقبل آنذاك أي ممثل للاتحاد الحر حيث كان يحاول بشتى الوسائل اختراق اتحاد نقابات عمال سورية ونتذكر قوله أثناء المقابلة تلك (إنكم كمسلمين تؤمنون بتعدد الزوجات فلماذا لا تقبلون علاقات مع الاتحاد الحر) فأجابه النقابي السوري أن عمال سورية بمواقفهم الوطنية يكون زواجهم كاثوليكياً لا يقبلون فيه تعدد الزوجات والمقصود بان مواقفهم ثابتة فهم لايقيمون علاقات مع من هم ضد مصالحهم.
واليوم نفاجأ بان هناك لقاء حاراً بين قيادة الاتحاد والأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات الحرة كما ذكرت كفاح العمال الاشتراكي.
عمالنا يسألون: هل تغيرت مواقف الاتحاد الحر من قضايانا المصيرية؟ وهل قبل الاتحاد الحر أن لا يتدخل بشؤون عمالنا وحركتهم النقابية من خلال دعواته المستمرة للتعددية النقابية في سورية؟ وهل يدعم الاتحاد المذكور تمسك عمال سورية وحركتها النقابية التي تستند الى عدم التفريط بأي شبر من ترابنا الوطني؟ وهل يؤيد الاتحاد رفض الحركة النقابية السورية وعمال سورية إعادة هيكلة قطاع الدولة وفق وصفات الصندوق النقد الدولي التي باتت مفضوحة لكل عمال العالم لما سببته من ويلات لهم ولأسرهم ؟ فعمالنا يدركون أن التفريط بالثوابت الوطنية هو تفريط بالحقوق والسيادة الوطنية.
إن عمالنا كانوا ومازالوا يرفضون مثل هذه اللقاءات ويحذرون بان هناك خطاً لايمكن تجاوزه في الحركة النقابية السورية التي كانت دائما وفي أقسى المراحل داعمة للسياسة الوطنية، فإذا كانت سورية بمواقفها الوطنية تشكل قلب العروبة النابض فعمال سورية بمواقفهم الوطنية الثابتة هم قلب سورية النابض فهم ولا يقبلون التفريط بكرامتهم لان كرامتهم من كرامة الوطن.
■ سهيل قوطرش
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.