برسـم رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش

وردت إلى «قاسيون» مجموعة من الشكاوى من عمال حقل بترول الثورة يطالبون بفتح ملفها والتحقيق بها، وهذا نص الشكاوى حرفياً:

«نحن عمال حقل بترول الثورة نعرض ما يلي:

بتاريخ 21/6/2011، وبعد خطاب السيد الرئيس بيوم واحد فقط، وردت إلى دائرة حقل بترول الثورة سيارة من مؤسسة لحوم حماة تحمل مادة الفروج لإطعام عمال الحقل الذين يتجاوز عددهم 1000 عامل، وبعد فحصها من طبيب الحقل واللجنة المخصصة لاستلام الفروج تبين أنه فاسد ومنتهي الصلاحية بما يزيد عن شهر وخمسة أيام، فرفضت اللجنة استلام الفروج وغادرت السيارة مقر الحقل. وبعد ساعة عادت السيارة ودخلت مطعم الحقل وطلب سائقها من العامل المتواجد في مقر الإطعام العامل فؤاد حسن استلام الفروج بأمر من رئيس الدائرة. فاتصل العامل المذكور هاتفياً برئيس الدائرة ليستفسر عن الأمر. وبعد أن علم رئيس الدائرة من العامل المذكور أن اللجنة قد غادرت مقر الإطعام طلب منه استلام الفروج بعد اتصال جرى بين رئيس الدائرة ومدير مؤسسة اللحوم بحماة، فرفض العامل استلامه لأنه فاسد وغير صالح فقام رئيس الدائرة بتهديده بعقوبات وغيره من هذا القبيل، وغادرت السيارة متجهة نحو مديرية حقول الجبسة لتسليم الفروج.

ونحن نتساءل كيف يكون أميناً وشخصاً ذا ثقة من يغامر بحياة 1000 عامل؟ فهذا شخص يجب إحالته للقضاء، وهل يصلح لأن يكون رئيس دائرة؟!

قامت لجنة من الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، فرع الرقة، بالتفتيش في الحقل بناء على شكوى بحق رئيس المرآب سليمان العقلة، أتى به رئيس الدائرة من حقل الهيل وسلمه رئيس مرآب، وهو يداوم على نظام الوارديات 10×10 وتبين لهذه اللجنة أن رئيس الدائرة يمنحه خلال استراحته مهمة وأذن سفر وهمية، أي يصبح أذن السفر 20 يوماً لأن اليوم يحتسب بيومين وتبين لتلك اللجنة أن مجموع مبالغ أذونات السفر التي حصل عليها خلال النصف الأول من العام الحالي 2011 بلغت ما يقارب /93000/ ثلاثة وتسعين ألف ليرة سورية، وصدر قرار من اللجنة بكف يده.. ولم تصدر أية مخالفة بحق رئيس الدائرة الذي كان يزوده بالمهمات الوهمية، فهل من المعقول أن يمنح شخص مهمة وأذن سفر لمنزله؟

حضرت لجنة أخرى ونعتقد أنها من وزارة النفط أيضاً بناء على شكوى. وتبين لها أن أسامة وزكريا الحمد وهما شقيقا السيد المدير العام للشركة السورية للنفط أيضاً يُمنحان أذونات سفر وهمية من قبل رئيس الدائرة، وتبين أن مجموع أذونات سفرهما بلغت خلال النصف الأول من العام الحالي 2011 ما يزيد عن /164000/ مائة واربعة وستين ألف ليرة سورية... ولم يُتَّخذ أي إجراء بحقهما وبحق رئيس الدائرة. مع العلم أنه لا أحد يراهما يداومان في الحقل!

أما وقد صدر كتاب من مديرية حقول الجبسة لاستثمار ندوة الحقل بالظرف المختوم، وقد شكلت لجنة مقربة من رئيس الدائرة مؤلفة من السيد هاشم محمد والمهندس خالد العقلة والمهندس غيث السلموني، وتقدم لهذا المزاد شخصان، وبعد فض العروض رست على شخص يدعى سومر وكان عرضه بمبلغ /13300/ ليرة سورية أما الشخص الآخر فكان العرض الذي قدمه مبلغ /7000/ ليرة سورية، ولكن رئيس الدائرة طلب إلغاء المزاد لأن الشخص الآخر مقرب منه ومن مدير حقول الجبسة، والموضوع الآن أحيل لمديرية حقول الجبسة بعد أن توعدهم الفائز بالمزاد بالشكوى عليهم. وحتى الآن لم تُسلَّم الندوة للفائز بالمزاد!

تم تركيب مقسم هاتف جديد للحقل وتم أيضاً تركيب هواتف لغرف العمال لضرورة العمل، وقد كلف هذا الأمر أموالاً وجهداً كبيرين، ولكن بعد أسبوع فقط أمر رئيس الدائرة بإلغاء الهواتف فقط ليمارس مزاجية غريبة غير عابئ بأحد، كما أنه يتعامل مع العمال بمكيالين، وله بعض النعرات الطائفية.

وهذه قصة جرت مع بعض الزملاء ومنهم شخص من السويداء وطرده من مكتبه. كما أنه يتعامل بألفاظ بذيئة مع بعض العمال والمهندسين مدعياً أنه مدعوم من قبل الوزير، وهناك أيضاً عمليات فساد من لجان المشتريات حيث أن هناك يداً خفية تدعى إسماعيل سليمان وهو عامل كهرباء، هو المحرك الرئيسي لتسمية أعضاء لجان المشتريات، ومن يدفع أكثر يتم تعيينه. ويُرجى مراجعة إدخالات المخازن وبالأخص المخزن العام حين كان إسماعيل سليمان رئيساً للجنة المشتريات، ومقارنتها مع باقي اللجان، وسترون الفرق واضحاً جداً. لذا يرجى وللحد من الفساد التعميم بعدم تسمية من سُمّي من قبل في لجان المشتريات، لقطع الطريق على المفسدين. وماذا نقول عن قصرين للضيافة في مدينة الثورة؟ وماذا يصرف عليهما كل ليلة من أموال للموائد والولائم يستخدمهما رئيس الدائرة؟ وأطباق شهية تأتي من حلب خصيصاً لبعض الضيوف!

ونحن إذ نغفل أسماءنا وبصراحة لعدم اكتمال الثقة! وللخشية من النقل والعقوبات، لأن رئيس الدائرة متنفذ ونحن من أجل مصلحة وسلامة الوطن ولأن الخلاف يجب أن يُحَل فيما بيننا أحجمنا حتى الآن عن عدم نشر هذه المعلومات على صفحة الإنترنت، انطلاقاً من حِسِّنا الوطني وقد تم إرسال عدة كتب إلكترونية إلى بريد الوزير ولكن لم يتخذ أي إجراء، وهذا يدعم ادعاءات رئيس الدائرة بأنه مدعوم من قبل الوزير شخصياً. ولأن النقابة تخضع لرئيس الدائرة ببعض الامتيازات التي قدمها لها فهي تعمل وبشكل علني ضد رئيس الدائرة، وانطلاقاً من حِسِّنا ومسؤوليتنا الوطنية نتقدم من سيادتكم بالتحقيق النزيه، وأن اللجنة التي سيتم إرسالها تكون قد تناولت طعامها خارج الحقل لأن من عادة رئيس الدائرة أن يقدم ما لذ وطاب من طعام وشراب لأية لجنة تحقيق تأتي للحقل».

هذا مؤشر هام ربما يؤدي لفضح ظاهرة تنفذ ومحسوبية وفساد إداري، لذا فإن «قاسيون» تضم صوتها لصوت العمال في حقل بترول الثورة، لفتح الملفات والتحقيق بالأمور الواردة فيها، ومحاسبة المتورطين عند ثبوت ذلك، وفي هذا تحقيق لجزء من مطالب الشعب المحقة في محاربة الفساد!!!