مطالب السكك الحديدية المتكررة
ـ في بداية عام 2008، ومع بداية الدورة النقابية الخامسة والعشرين، يتطلع عمال الخطوط الحديدية للحصول على جزء من حقوقهم الضائعة، بما أنهم قاموا بواجبهم، وانتخبوا لجاناً نقابية جديدة. فلو أجرينا مقارنة بين ما يقدمه العمال من جهود لهذه المؤسسة، وما يحصلون عليه من حقوق، لوجدنا أن الأغلبية العظمى من العمال يفنون عمرهم كله، في مستودعات الصيانة التابعة للخطوط الحديدية، بينما الأجر الذي يحصلون عليه، لا يساوي سوى القليل القليل، مقابل ذلك.
ـ من الحقوق التي لم يحصل عليها العمال حتى الآن، طبيعة العمل وبدل الأعمال الخطرة، التي نص عليها القانون 50 لعام 2004 على الشكل التالي: 8 % من أساس الراتب طبيعة عمل، و9 % لقاء مخاطر العمل. وقد صدر مرسوم جمهوري بتطبيقها وتوزيعها على العمال، وفي كل اجتماع نقابي، تناقش طبيعة العمل وتكثر الأسئلة في هذا الشأن، ويكون الجواب دائماً: «نعدكم بأن نتابع الموضوع».
ـ إضافةً إلى ذلك، فإن تثبيت العمال المؤقتين مطلب يتكرر في كل الاجتماعات، وليس من مجيب، وفي ظل توجهات الفريق الاقتصادي الليبرالية، فإن خطر إلقاء العمال المؤقتين في الشارع أمر وارد، لذلك أصبح تثبيت العمال أمراً ضرورياً لحمايتهم من الضياع.
ـ وكذلك التلوث من دخان القاطرات، الذي يعاني منه العمال في مراكز الصيانة المغلقة، والذي يسبب أمراض القلب والربو، يجري تجاهله تماماً، ولا تقدم له حلول عملية.
ـ الوجبة الغذائية (بيض + حليب) التي تخفف من أضرار التلوث، هي أيضاً من الحقوق الضائعة للعمال، وأصبحت حلماً، مع أنها فقرة أساسية تتردد في كل اجتماع نقابي، ودائماً يحصل العمال على وعود بالحصول عليها، ومنذ سنين عديدة، ولكن الوعود لم تنفذ بعد، فهل من المعقول أنه بعد مرور كل هذه السنين، لم يعرف ما سبب توقف توزيعها على العمال؟! هل هي الميزانية مرة ثانية، تقف حاجزاً بين الوجبة الغذائية ومستحقيها؟! لأننا كلما طالبنا بشيء يقولون: «الميزانية لا تكفي»، كما لو طالبنا بزيادة الحوافز الإنتاجية، أو بجزء من مكافآتنا التشجيعية، هكذا يخترعون الأعذار، فالميزانية فعلا لا تكفي لأنها أُنهكت وأصبحت عاجزة عن الوقوف أمام أصحاب النفوس الضعيفة، الذين لم تعد الميزانية تكفي لسد حاجاتهم الشخصية.
ـ أيضا لو نظرنا إلى الألبسة التي توزع على العمال في كل سنتين مرة، بخلاف كل المؤسسات، التي توزع على موظفيها كل سنة بدل لباس وصل استلام بقيمة 10 أو 12 ألف ليرة سورية، ونحن ننتظر الألبسة لتأتي إلينا من أدنى النوعيات، وقد يضطر العامل لبيعها بسعر بخس (125 ل.س)، بدل أن يستفيد منها في العمل، فأين تصرف المخصصات؟!
ـ وكذلك لو أتينا إلى أبطال الإنتاج في المؤسسة، فمنهم من يكون من أصحاب الحظوة، فيكافأ بظرف مختوم، (والله أعلم ما يوجد بداخله)، ومنهم من يكافأ بشيء رمزي (بيجاما رياضية)، لا يتجاوز سعرها 300 ل.س، فهل هذا يختلف عن ذاك ولماذا؟ وهل معنى كلمة بطل إنتاج، تستحق أن تقابل بهذه المكافأة المحبطة؟!
عند الاستفسار عن كل تلك الأسباب، يكون الجواب كالعادة دائماً: نعدكم.. نعدكم.. ونحن نعيش «عالوعد يا كمون»، ولكننا لن نمل ولن نكل، ولن نيأس، وسنكرر مطالبنا في كل دورة نقابية وفي كل مناسبة، عسى بجهدنا ونضالنا نحقق شيئاً من كرامة الوطن والمواطن.
■ مراسل قاسيون - منطقة الباب (حلب)