الشعارات والتوصيات.. والمتناقضات
لا ريب أن الشعارات البراقة التي ترفع من أجل تحسين الوضع المعيشي للمواطنين عموماً، وللطبقة العاملة على وجه الخصوص، تكون عادة مطابقة للمطالب اليومية الملحة، فتدغدغ مشاعر الناس، لأنها ذات صلة وثيقة بالوضع المعيشي لهم.
من أجل ذلك جاءت توصية اللجنة المركزية لحزب البعث، وهو الحزب القائد، على «زيادة الرواتب والأجور والمعاشات التقاعدية».
وهنا قد أكد السيد عبد الله الدردري، نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، أن الخطة الخمسية العاشرة التزمت بزيادة الرواتب والأجور للعاملين في الدولة بنسبة 100 % خلال (2006 ـ 2010)، ولكنه، مع الأسف، أهمل شريحة هامة هي شريحة المتقاعدين القدماء.
ولما صدر المرسومان التشريعيان (24) و(25) بتاريخ 1/5/2008 القاضيان بزيادة الرواتب والأجور 25 % للعاملين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، تفاءل هؤلاء كثيراً، إلا فئة أو شريحة المتقاعدين القدماء، الذين يشكلون نسبة 15 % من مجموع المتقاعدين في الدولة. فقد شعر هؤلاء بالغبن والظلم، لأن راتب المتقاعد الجديد عندما تتساوى خدمته وراتبه ومرتبته مع مدة ومرتبة ودرجة راتب المتقاعد القديم، تصبح ثلاثة أمثال راتب المتقاعد القديم!! لماذا؟
الجواب عند السيد وزير المالية أو عند السيد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الله الدردري.
ويعلم القاصي والداني، أن المتقاعد القديم أكثر حاجة للرعاية الصحية والأدوية، من المتقاعد الجديد. كما أن المتقاعد القديم بات قاب قوسين أو أدنى من الرحلة الأخيرة إلى العالم الآخر..
إن جميع المتقاعدين في هذا الوطن الحبيب، لا يرون بأساً ولا غضاضة، إن نظرت الجهات المسؤولة بإمعان ودراية إلى قانون التقاعد في الدول المتقدمة، سواء في الشرق أو في الغرب، لنقتبس منه الأحسن والأفضل، فإذا تحقق ذلك نصبح أكثر يقيناً وتصديقاً بأن الشعارات والتوصيات باتت في حيّز التنفيذ، فعلاً لا قولاً، وزالت إلى الأبد المتناقضات، ويتحقق بذلك جزء هام من كرامة الوطن والمواطن.