أنفلونزا أزمة الرأسمالية.. والخنازير البائسة!
«يا جيوش العاطلين عن العمل.. وأنتم يا من سرحتم من وظائفكم وليس لديكم أموال، وغير مشمولين بالضمان الصحي.. جميعكم الزموا منازلكم.. ممنوع الاعتصام أو التظاهر أو أي شكل من أشكال التجمع خوفاً عليكم.. أغلقوا أفواهكم وأنوفكم بالكمامات الطبية، ولا تتكلموا، ولا تشتموا ما يحصل حولكم من مؤامرة عليكم، فهذه سبل العدوى.. الزموا منازلكم، وأغلقوا نوافذكم، وأوصدوا أبوابكم، واجلسوا أمام التلفاز، فأنفلونزانا موجودة في كل شارع وحي، وتترصدكم في كل مكان»..
لقد وجدت الإمبريالية العالمية وأزمتها الاقتصادية ضالتها أخيراً، فلا ضخ الأموال في البنوك والشركات الكبرى، ولا سياسات الإنقاذ، ولا العمليات الإسعافية، ولا الترسانات العسكرية استطاعت أن تحد من الأزمة. فقط الخنزير.. هذا الحيوان المسكين والفقير الذي يعيش على مخلفات مزابل المترفين هو من سيدفع الثمن، فهو الإرهابي الأول في العالم، وهو مصدر تهديد للبشرية جمعاء. فلقد صنع هذا الخنزير سلاحه الفتاك في مخابره الخاصة، وأنتج أنفلونزاه الخبيثة، وراح ينشرها في كل مكان في العالم ليهدد أمن البشرية، حتى أنه وصل إلى البيت الأبيض، وهذه سابقة خطيرة!! لذلك صدر القرار بمحاربة الخنزير والقضاء عليه..
والحقيقة أنه يجب تكريم هذا الخنزير الذي أبعد الاهتمام عن أزمة الإمبرياليين وشغل الناس عنهم، فقد تحولت أنظار وسائل الإعلام بكل أشكالها البصرية والمسموعة والمكتوبة باتجاه آخر، لتتصدر عناوينها أنفلونزا الخنازير، في حين أصبح آلاف العمال الذين يسرحون يومياً ويحاربون في مصدر عيشهم منسيين، لا أحد يذكرهم، وإذا ذُكروا، فإنهم يذكرون على هامش الأخبار.
- هنيئاً للإمبريالية بخنزيرها.
- وهنيئاً للخنزير بتصدره الأخبار.
- وليرحم الله العمال الذين يفقدون مصدر رزقهم، وربما سيفقدون حياتهم بالأنفلونزا الإمبريالية الخنزيرية.