مؤتمر اتحاد الجمعيات الحرفية في طرطوس: آلام كثيرة.. أحلام مؤجلة.. وغياب تام للجهات المعنية
انعقد المؤتمر السنوي لاتحاد الجمعيات الحرفية في طرطوس في ظل غياب الجهات المسؤولة، وانسحاب بعض مدراء المؤسسات المعنية من النقاش بعد سير أعمال المؤتمر، مما ترك انطباعاً سيئاً عند البعض، وتوتراً عند البعض الآخر..
الحرفي محمد ناصر (جمعية الحدادة والميكانيك):
منذ سنوات طالبنا بمخرج آمن للمنطقة الصناعية، وتسمية شوارعها وساحاتها، ولم ينفذ شيء من هذا حتى الآن. إن ضريبة الدخل عالية بالنسبة للدخل، ورسوم النظافة أعلى من المحافظات الأخرى، ونحتاج في المنطقة الصناعية لوحدة إطفاء، مساحتها 33 هكتاراً. ولا يوجد في المنطقة سوى عاملي نظافة فقط. ومازالت القروض من البنوك قصيرة الأجل.
الحرفي محمد سليمان (جمعية النجارة والأساس الخشبي):
يجب إيجاد حل مناسب لمشاكل شبكة الكهرباء في المنطقة الصناعية بسبب كثرة الأعطال، كما نطالب بتقليل ساعات التقنين. والجميع يشتري مياهاً للشرب لأن المياه الموجودة غير صالحة. ضريبة المالية مجحفة بحق الحرفيين، وكذلك ضريبة الدخل ورسوم النظافة، في الوقت الذي أصبح العمل ضعيف المردود. ثمة قفزة في التعامل تسجل للمصرف الصناعي ، لكننا نتمنى زيادة أمد القروض والابتعاد عن الإنذارات. أما عن خطوط الاتصال الهاتفي فهي تشبه خيوط العنكبوت، ووصلاتها متناثرة على الأرض مما يترك الكثير من التشويهات والأعطال. وبالنسبة لمجلس مدينة طرطوس فنحن ندفع كل ما يطلب منا، ورغم ذلك فالإنذارات لا تمهلنا سوى 15 يوماً فقط، تحت طائلة ختم حوانيتنا بالشمع الأحمر، إن هذا ظلم وتعسف من الجهات المعنية، فهم المقصرون بحقنا، وليس العكس.
عيسى العدي (جمعية المجازين):
استغرب عدم حضور المدراء المعنيين لهذا النقاش، فهذا استخفاف بالحرفيين. نتكلم مثلاً عن المالية، فهل هناك مندوب مالية حتى يسمعنا؟ مع من سنتكلم؟!!
في جمعيات التعاون السكني، يدفع للمالية صاحب الشقة التي تقل مساحتها عن الـ130 متراً مربعاً 10000 ل.س كقيمة تخمينية، أما إذا كانت مساحتها فوق الـ130 متراً مربعاً، فتصل رسومها حتى 120000 ل. س كقيمة تخمينية، وهذا غير معقول!! لا نستطيع أن نأخذ براءة ذمة إذا لم ندفع رسوم النظافة من بداية السنة. أمهلونا حتى الشهر السادس على الأقل.
بدر بركات (جمعية الالكترونيات):
المصرف العقاري كان يقرض الحرفيين دون الحاجة إلى كفلاء، نرجو إعادة هذا الشكل من القروض، ويجب التأكيد على إلزامية الانتساب للجمعيات الحرفية، ورفع سقف صرف الأدوية والمعاينات الطبية في صندوق المساعدات الاجتماعية. أحد الزملاء أصيب بحادث أثناء زيارته لأقربائه في فرنسا. وأصبح الآن عاجزاً، وكلفته العمليات جراحية أكثر من 800 ألف ليرة سورية، ولم يقبض أي شيء حتى الآن من صندوق المساعدات الاجتماعية .
محمد سلوم (جمعية الالكترونيات):
إن أي تنظيم يعمل على تمثيل وصيانة مصالح أعضائه. ولكي نخطو بالتنظيم الحرفي خطوات للأمام يجب أن نجد البنية التشريعية والقوانين الناظمة التي تدفع الحرفيين للانتساب لجمعياتهم، مدعومة بمكاسب يجنيها هذا الحرفي ضمن تنظيمه. وهذا ما يشعره بأن وجوده في التنظيم أفضل من وجوده خارجه. قبل مؤتمر الهيئة العامة للجمعية قمت بالاتصال بأكثر من 155 زميلاً حرفياً مسجلاً على قائمة جمعية الالكترونيات، القسم الأعظم منهم لا يعرف شيئاً عن اتحاد الحرفيين، ولا يعرف ماذا يعني أن يكون داخل التنظيم الحرفي أو خارجه، وبعد أن اتضحت الصورة لديهم، كانت المفاجأة أن حضر زميل واحد إلى المؤتمر، إذ أن هناك تسيباً عمره سنوات لن يحل بمكالمة هاتفية أو حضور مؤتمر هيئة عامة، وعلى قيادة الاتحاد أن تقوم بجولات ميدانية على المناطق والالتقاء بالحرفيين، وتقديم الكوادر النشيطة التي لديها رؤية وترغب بالعمل.
نحن لدينا حق في صندوق نقابة المهندسين، حيث أن أي بناء تصدق مخططه نقابة المهندسين تأخذ عشرات الآلاف رسوماً عليه، في حين أن الذي يقوم بكل الأعمال لهذا البناء منذ البداية وحتى النهاية هم الحرفيون، وكثيراً ما يتعرضون للمخاطر، ولا يأخذ اتحاد الحرفيين أية رسوم على ذلك، فإما أن يكون لدينا حق في هذا الصندوق قانونياً، أو أن يستصدر قانون يمنحنا حقنا ويضاف إلى صندوق الاتحاد.
منذ عدة سنوات صدر قرار وزير الإدارة المحلية بتحصيل رسوم النظافة من الحرفيين المنتسبين إلى الاتحاد، والمرخصين أصولاً بالحد الأدنى للرسوم، ورغم تعميمه على الوحدات الإدارية لم ينفذ هذا القرار في مدينة طرطوس، فقمت بكتابة المذكرات وجمعت تواقيع الحرفيين وقدمته إلى البلدية، وكتبت بالصحف عن ذلك، وانتظرت سنتين حتى طبق القرار، وبعد عام واحد، أي بتاريخ 112009، اتخذت البلدية القرار بالعودة إلى الحد الأعلى ونفذ القرار باليوم نفسه!!
فراس شلدح (جمعية الحرف اليدوية):
نطالب بإيجاد سوق دائم للحرف اليدوية في طرطوس القديمة، والسفينة الفينيقية التي أدهشت العالم هي من صناعة حرفيي هذه المحافظة، ويجب الاهتمام أكثر من ذلك بالمعارض الحرفيه التي تقام سنوياً.
• علي قاسم (جمعية طحن وتكسير الأحجار):
في المؤتمر نسمع كلاماً يثلج صدرنا، لكننا لا نرى آثاره على أرض الواقع. منذ 2005-2006 لم تنفذ أية مذكرة رفعناها، وجاءنا تعميم وزارة الزراعة بإيقاف الكسارات، وفي حال إغلاقها سيزداد عدد العاطلين عن العمل، وبالتالي سيزداد سعر الرمل والبحص لأنه سيأتي من محافظات أخرى، ووزارة الزراعة تعطي إنذار الإغلاق دون توفير البديل، فمن أين سنعيش؟
محمود عزيز حسين (جمعية اللحامين):
نطالب بتعبيد الطريق المؤدي إلى المسلخ، وتأمين سيارتين بشروط صحية لنقل اللحم، ومتابعة أمور الذبح غير الصحية خارج المذبح.
نسيم كباس (جمعية معاصر الزيتون):
مشاكل المعاصر مع التموين كثيرة، ولجنة التموين بإمكانها أن تغلق المنشأة وأن تسوقنا إلى المحكمة العسكرية في أية لحظة. أما طريقتها في أخذ العينات ففيها خطأٌ كبير، فالعينة يجب أن تأخذ نتائجها حسب نوعية الزيتون، وهناك زيتون سيء ونتائج اختباراته سيئة، وإذا أخذت عينة منه فستكون غير مطابقة للمواصفات، وإذا كان حظ المنشأة سيئاً، وصادف أن أخذت اللجنة العينة منها فسينظم ضبط وتغلق المنشأة.
محسن القرضي (جمعية الأفران):
نطالب بإعادة مخصصات المازوت كما كانت للقطاع الخاص والعام، والمساواة بينهما: فقد ازدادت أجور كل شيء: النقل، الأكياس، الملح.. ولم يعد سعر ربطة الخبز يتناسب مع التكلفة، نريد أن نعيش، ولذلك يجب إيجاد حلول، فلا تجبرونا على أن نمد يدنا إلى جودة صناعة الرغيف!! ويجب عدم إغلاق الأفران بموجب الضبوط التموينية، وضم أصحاب التنانير والمخابز السياحية للاتحاد.
ردود
-فايز سويقات (رئيس مكتب العمال والحرفيين في قيادة فرع الحزب):
من نتائج الثورة العلمية التكنولوجية، تزاحم البضائع المصنعة، والبقاء للأفضل. أريد أن اسأل: لماذا يذهب صاحب سيارة من طرطوس إلى محردة ليصلحها هناك ،ولا يصلحها بالمنطقة الصناعية في طرطوس؟ لماذا مهنيو طرطوس لا يعملون؟ أما المهنيون من خارج المحافظة فينجحون في عملهم في طرطوس؟ لماذا يأتي عمال من خارج المحافظة ليعملوا هنا، وابن المحافظة يشرب الأركيلة؟!!
وفي رده على إغلاق الكسارات قال: في كل منطقة بها كسارة لا يوجد رئيس جمعية أو مختار إلا ويطالب بإغلاقها، طرطوس مساحتها صغيرة وكلها غابات، ومزدحمة بالسكان، وبعد الدراسة وجدنا أنه لا يوجد مكان يصلح للكسارات إلا في جرد القدموس، وهذا مكلف جداً.
القانون يُعدَّل حسب الضرورة، وتوجد منشآت يعترض الناس عليها، لكن صاحب المنشأة أيضاً لديه الحق أن يعيش مع عائلته، نحن كقيادة سياسية نبحث عن آليات للتوافق بين الاثنين، الموضوع يناقش لكن لا أعدكم بالحل.
أحد الحرفيين رد على كلام السويقات بالقول: إذا كان كلامك صحيحاً فلماذا لم يغلق مقلع مرقية رغم خطورته، في حين أغلق مقلع قرقفتي؟!!
ممثل مؤسسة المياه
قال: شبكة المياه مهترئة، ويوجد خزان واحد في المنطقة الصناعية، واغلب الأعطال سببها الوصلات المنزلية. فقاطعه رئيس الاتحاد قائلاً: يوجد 5000 إلى 6000 عامل بالمنطقة الصناعية كلهم يشترون مياه الشرب، رغم أن الحرفيين هم الذين دفعوا ثمن إنشاء مشروع جر المياه إلى مجلس المدينة، ومع ذلك يدفعون مرة ثانية إلى مؤسسة المياه!!
إحسان عطايا (رئيس الاتحاد العام للحرفيين ):
غداً في الساعة العاشرة تماماً سندشن مشفى الحرفيين في دمشق، وسيعود بالفائدة على الحرفيين، وصندوق المساعدات الاجتماعية. أما صندوق تعويض الوفاة فسيستحدث في الفترة القادمة، يوجد حوالي مليون حرفي سيصبحون تحت مظلة الاتحاد، وقد أصدرنا طابعاً حرفياً بقيمة 10 ل.س. نسعى لأن يكون قانون التنظيم الحرفي مواكباً لطموحات الإخوة الحرفيين، ونطالب بإلغاء القانون 250.
معلومات
اتحاد الجمعيات الحرفية في طرطوس: يضم 17 حرفة، و10000 منشاة اقتصادية صغيرة ومتوسطة، ويقدر عدد العاملين في نطاق المنشات الحرفية بحوالي 30000 عاملٍ، وبحدود 55 مهنة وحرفة تلبي حاجة السوق المحلية، يُصدِّر بعضها إنتاجه إلى خارج المحافظة وخارج القطر، مثل صناعة زيت الزيتون، وصناعة الألبسة الجاهزة، وصناعة السفن التي يتميز بتصنيعها حرفيو طرطوس .
المنطقة الصناعية: تبلغ مساحة المنطقة الصناعية في طرطوس 98 هكتاراً، وتبلغ المساحة المخصصة للمقاسم 33 هكتاراً، وعدد المقاسم الإجمالي 1186 مقسماً، وتحاول الجهات المعنية الآن إقامة منطقتين صناعيتين في كل من بانياس وصافيتا والدريكيش.