بصراحة : شركة تاميكو اعتداءات مستمرة عليها؟؟

شركات القطاع الخاص، وشركات القطاع العام الواقعة في مناطق تشهد معارك مستمرة، تتعرض لاعتداءات متواصلة من المجموعات المسلحة حتى بات الأمر يحتاج إلى علاج جذري يتم من خلاله حماية المنشآت الاقتصادية، والإنتاجية الحيوية، والحفاظ على استمراريتها في الإنتاج خاصةً تلك الشركات التي لها أهمية استراتيجية كشركات الأدوية والمحطات الكهربائية، ومحطات انتاج الغاز الضروري لحاجات المواطنين، وغيرها وغيرها من المنشآت الاستراتيجية التي إذا ما توقفت عن الانتاج فستخلق أزمة حقيقية بالإضافة لما هو موجود من أزمات مختلفة يعاني منها الشعب السوري الآن وليس بالأفق إمكانية لحلها في ظل تصاعد، وتعقد الأوضاع الأمنية والسياسية بسبب تعنت القوى المتطرفة التي لا تريد حلاً سياسياً يؤمن وحدة البلاد أرضاً وشعباً.

إن تخريب المنشآت وتعطيلها هو هدف من أهداف المسلحين لاعتقادهم أن فعل هكذا أعمال تضعف النظام وتجعله غير قادر على مواجهتهم على المدى البعيد وحتى المتوسط،، وهو اعتقاد خاطئ وبعيد عن الواقع و الحقيقة حيث تؤكد القراءات والتقارير والتصريحات السياسية والعسكرية الصادرة عن مراكز صنع القرار في الدول الداعمة للمجموعات المسلحة أن النظام يملك من القوى العسكرية، والدعم الدولي والإقليمي ما يجعله غير قابل للسقوط وفق الخطط التي يعمل على أساسها المسلحون، وهذا يثبته أكثر من عام ونصف من التطاحن العسكري والسياسي في مختلف المناطق التي تجري فيها العمليات القتالية التي كانت نتائجها التدمير للبشر والحجر وخسران الشعب السوري، وخاصةً الفقراء شقاء عمرهم الذي أمضوه في تأمين سكن ما يؤويهم وعائلاتهم لتأتي المعارك و تشردهم ليصبحوا مهجرين في وطنهم الغالي عليهم، والآن يجري استكمال تهجير العمال من معاملهم بعدما هُجروا من بيوتهم عبر الهجوم على المعامل، والشركات، وتخريبها، وسرقة ما يمكن سرقته منها بحيث لا تتمكن من العمل مرةً أخرى وهذا الفعل عام يواجه جميع المنشآت في القطاع الخاص والعام في المناطق التي يجري فيها قتال«المناطق الصناعية في حلب وحمص ودمشق»و الأنكى ما جرى في منطقة الشيخ النجار الصناعية في حلب من تفكيك للمعامل تحت حماية المسلحين وبيعها في تركيا ليعاد تركيبها، وتشغيلها ثانيةً هناك.

ما نود التأكيد عليه مرةً أخرى حول ضرورة العمل من أجل أن تتكون قوى ذاتية في المعامل والمنشآت الاستراتيجية للدفاع عنها في مواجهة ما تتعرض له من اعتداءات، وهذه المبادرة التي من المفترض أن تتقدم بها النقابات في مثل هكذا ظروف وتحت قيادتها وإشرافها والذي دعانا لطرح هذا الموضوع والتأكيد علية ثانيةً ما تتعرض له شركة تاميكو من اعتداء وتخريب مستمرين، وهي من الشركات الاستراتيجية التي تؤمن انتاج الدواء بكل أنواعه، وآخرها الاعتداء الذي قامت به مجموعة مسلحة مساء يوم الاثنين، حيث اقتحمت الشركة، وحجزت الحرس، وجردتهم من سلاحهم، وهددت العمال بالقتل، وسرقت ما بحوزتهم من نقود وهواتف محمولة بالإضافة لسرقة ما تبقى من سيارات خاصة بالشركة، هذا غير أجهزة الحاسوب وبعض القطع الهامة للآلات وبعض المستودعات التي تحوي مواد أولية مثل مادة السكر التي سرق منها ما يقارب ثلاثة أطنان حتى أن هناك عاملاً معاقاً شرد من بيته وينام في المعمل قد جرى حجزه وتهديده بقوة السلاح وإنه سيقتل إذا ما حاول الاستنجاد بأحد ما وما تعرضت له شركة تاميكو يمكن أن تتعرض له الكثير من الشركات الأخرى مما يستدعي طرح سؤال على غاية من الأهمية وهو:لمصلحة من التأخير في حماية الشركات، والدفاع عنها، وهل الإدارات الحالية مؤهلة لقيادة هكذا عمل يتطلب فيه من الإدارات أن تكون استثنائية في الظروف الاستثنائية؟؟

إن الكثير من القيادات الإدارية، والنقابية، والحزبية تتصرف كما تعودت أن تكون بعيدة وغير جريئة في قيادة العمل وتترك «الشقى على من بقى»يُترك العمال ليواجهوا مصيرهم وهم عزل لا يستطيعون الدفاع حتى عن أنفسهم والإدارات تطالبهم بضرورة الالتزام في الحضور إلى عملهم بالرغم مما يتعرضون له، وهي تعلم بمخاطر الحضور ومع هذا يتم معاقبة العمال، والحسم من أجورهم الزهيدة بينما كبار المسئوولين لا يحضرون، بل يهربون من العمل إن حضروا أثناء الحوادث و لا يحاسبون، أجورهم كاملة وتعويضاتهم تامة ووسائل نقلهم مؤمنة على أكمل وجه.

أن الطبقة العاملة مستعدة للدفاع عن مكان عملها، وهي قادرة على ذلك إذا ما نظُمت، وفُعل دورها، وأعطيت الإمكانيات الضرورية للمقاومة إن شعار الدفاع الذاتي عن المعامل والشركات يكتسب أهميته الآن، وتتحمل الحركة النقابية مسؤولية التأخير في تحقيقه.