عمال الكهرباء والموت «المتوقع» في عدرا العمالية
عمال الكهرباء يواجهون يومياً مصيرهم المحتّم «الموت» في المناطق الساخنة تحدّياً لواجب الإصلاح والتخديم من أجل ضمان استمرار تدفق التيار الكهربائي للمواطنين.
آخر التضحيات إلى الآن كانت في عدرا العمالية مع سيطرة الجيش العربيّ السوريّ عليها، والإعلان عن السماح بعودة المواطنين إليها، وذلك بعد مقتل عامل وإصابة آخرين في اعتداء خلال إصلاحهم خطوط التوتر العاليّ، حيث العديد من العمّال يسقطون ضحايا لعدم تطبيق معايير السلامة المهنية في حالات كهذه.
وقد أشارت الوزارة، وفقا لصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك» إلى أن العامل «خالد العلي» قتل، بينما أصيب العامل «ثائر الصباغ» وهو بحالة خطرة، بالإضافة لوجود إصابات طفيفة بين العمال الآخرين، نتيجة اعتداء إرهابي في محيط مدينة عدرا.
المحزن أن العمال الذي فقدناهم كقتلى وجرحى، تم استقدامهم من محافظة حمص للمشاركة في عمليات الإصلاح بسبب حجم الضرر الكبير في المدينة، هذه الجزئية التي تختصر المشهد المأساوي في حصد المزيد من أرواح عمال الصيانة، وتشويه وإعاقة العديد منهم، ومع ذلك لا شيء يشير إلى تغيير في النمط السائد، حيث تتقاذف المسؤولية حين وقوع الحدث، ويستمر المسلسل المأساوي.
إن المطلوب من الجهات المعنية تحمّل مسؤولياتها، كي يتوقف مسلسل الحوادث المأساوية المماثلة، وتأمين المنطقة «عسكرياً» قبل السماح للعمال البدء بالصيانة، وعلى الأجهزة الرقابية المختصة التدخل لفرض معايير السلامة المهنية.
والسؤال: ما حجم التعويض الواجب تقديمه لعائلات الضحايا؟ وهل ذلك يعوضهم عن فقدانهم فلذَّة كبدهم؟!.