عمال «الكازيات» ساعات عمل طويلة بلا أجور!
تعدُّ محطات الوقود «الكازيات» من أماكن العمل الخطرة كونها تتعامل مع مواد قابلة للاشتعال في أي لحظة، من هنا لا تعطي الدولة أيّة رخصة إلا عند التأكد من بيئة العمل، ومدى ملاءمتها لمعايير السلامة العامة.
اللافت أن الجهات المعنية التي تشترط العوامل الضرورية الواجب توفرها لفتح محطة، تنسى وضع الشروط اللازمة لمن سيعمل مستقبلاً فيها، إذ يتعرض العاملون في غالبية محطات الوقود لعدد من الأمراض التنفسية، والجلدية، بسبب احتكاكهم المباشر مع المشتقات النفطية.
لكن المشكلة الكبرى عند هؤلاء العمال حين عرفنا بالمصادفة من أحد العاملين الذي من خوفه طلب منّا عدم الكتابة عنهم لكي لا يخسر عمله، وهي أن هؤلاء بلا رواتب ويعملون لساعات طوال، وذلك على ورديتين صباحية ومسائية تمتد لـ12 ساعة متواصلة في انتهاكٍ صارخ لقوانين العمل، حيث تتوقف رواتبهم على الزيادات "البخشيش" الذي يدفعه الزبون لهم عن التعبئة، وهم غير مشمولين بأي قانون بما فيه الضمان الاجتماعي، بالإضافة لعدم توفر أيّ من أنواع التأمين الصحيّ، وفي حالة حصول أيّ طارئ مرضي، أو التعرض لإصابة، يتلقون العلاج على نفقتهم الخاصة.
عامل آخر يؤكد أن وضعهم أصبح في غاية الصعوبة مع الزيادات الأخيرة على أسعار المازوت والبنزين، لأن ذلك أثر كثيراً على الزيادة التي كانوا يأخذونها من الزبون، لكنهم مع ذلك مضطرون للعمل لعدم وجود فرص العمل الممكنة.
وأوضح العامل أن لا أحد يصدّق أننا نعمل بلا رواتب، لهذا أغلب المواطنين لا يقدرون عملنا في أجواء باردة وماطرة شتاءً، وحارة ومشمسة صيفاً، ولساعات تتجاوز الـ12 ساعة يومياً، لذلك الكثير منهم يعاملوننا بطريقة فيها (تعاليّ وفوقيه).
حسب بعض العاملين أنهم لم يستطيعوا تنظيم أنفسهم كعاملين في محطات الوقود بالنقابات العمالية للعديد من الأسباب منها عدم ثبات العمال في هذا القطاع، وغياب الوعيّ بأهمية النقابات العمالية، بالإضافة أن غالبية العاملين في هذا القطاع هم عمالة وافدة. رغم النشاط الدؤوب لنقابة عمال النفط في كل أماكن العمل لإيجاد مظلة حماية لجميع العاملين أينما وجدوا.
ومن الناحية الصحية أكد أحد الأطباء أن العاملين بمحطات الوقود يظلون دائماً عرضة لأضرار ومضاعفات تصيب الجهاز التنفسيّ، بسبب الاستنشاق المستمر لجزئيات الوقود المتطايرة، كذلك استنشاقهم لعوادم السيارات التي تدخل إلى محطات الوقود وتخرج منها طول ساعات العمل، بالإضافة لتعرضهم للغبار، وعوادم المركبات المارة في محيط المحطة، وهو ما يتسبب في زيادة نسبة الإصابة بحساسية الصدر، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، تحت ظروف مناخية صعبة تتمثل في التعرض المستمر لأشعة الشمس، والبرد والمطر في فصل الشتاء، لهذا هم أكثر عرضة للإصابة بضربات الشمس في فصل الصيف، والتهابات القصبات الهوائية في فصل الشتاء، بالإضافة إلى تزايد احتمالية الإصابة بسرطان الجلد نتيجة التعرض لساعات طويلة لأشعة الشمس.
السؤال: ألا تكفي كل هذه الأمراض اللاهتمام بهم وتحديد رواتب وساعات عمل لهم كأي عامل في شركة أو منشأة؟!!.