عزوز في مؤتمر العمل العربيّ: ما نزال نعيش خارج العصر!
تشارك سورية باجتماعات مؤتمر العمل العربيّ بدورته الواحدة والأربعين، والتي تعقد الأسبوع الجاريّ في القاهرة بوفد نقابي يضم أطراف العمل، ويترأسه رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال محمد شعبان عزوز. والذي ألقى كلمة في الافتتاح ننشر مقتطفات منها:
«تعودنا من مؤتمر العمل العربيّ السنويّ أن يكون بمثابة نقلة نوعية في حياة العمال العرب، خاصة وأن المسائل والموضوعات المطروحة على جدول أعماله ترتبط بشكل مباشر بحياة عمالنا وشعوبنا، وهي مسائل التشغيل والتنمية البشرية، وتعزيز التنافسية وعلاقات عمل عربية تحترم المواطن العربي باعتباره أثمن رأس مال في ظل سيادة القانون والمؤسسات، حيث لا يمكننا أن نعيش بمعزل عما يجري في عالمنا اليوم والذي يشهد ثورة علمية تكنولوجية وتطورا في الوسائل المادية التي توفرها هذه الثورة العاصفة».
وانتقد عزوز عمل المنظمة قائلاً: «بعد ما يقرب من خمسين عاماً من تأسيس منظمة العمل العربية التي كان العمال العرب يعولون عليها كثيراً في الارتقاء بعلاقات العمل، وتحسين أوضاعهم الحياتية والمعيشية، ورغم امتلاك أمتنا العربية لقواسم مشتركة كثيرة، فإن طموحاتنا وانجازاتنا ما تزال بحدودها الأولية، ولم نلحظ أي تقدم ملموس من شأنه الوصول بنا إلى ما نصبو إليه، ولقد شهد العالم تطورات كبيرة في تعاون البلدان والشعوب، وظهرت إلى الوجود تكتلات وتحالفات اقتصادية واجتماعية وسياسية، تشكلت بين الدول والقوى المختلفة، رغم وجود الكثير من الاختلافات في وجهات النظر والتوجهات، لكنها بالمحصلة أسهمت في تطوير علاقات العمل فيها، وتحسين أوضاع عمالها وشعوبها، وأوجدت نوعاً من التكامل بين تلك الدول التي انخرطت فيها، ولننظر إلى ما حققه التكامل الاقتصادي والسياسي لأوروبا على سبيل المثال، أو جنوب شرق أسيا، أما نحن العرب كأننا وللأسف ما نزال نعيش خارج العصر، ومازال أغلبنا يتعامل مع العالم كله على أساس مصالحه الخاصة الضيقة».
وأكد رئيس الاتحاد أن نسبة التدمير والتخريب والسرقة لمعامل القطاعين العام والخاص بلغت أكثر من 70%، وتجاوز عدد الشهداء من العمال الأربعة آلاف عامل لم يكن واحد منهم يحمل السلاح، وإنما قتلوا على خطوط العمل والإنتاج، أو في طريقهم إلى أعمالهم.