من الذاكرة العمالية
نشرت صحيفة «اليرموك» عام 1978 والتي تصدرها اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في محافظة درعا، تعليقاً تحت عنوان: «أين مصلحة الوطن؟!» جاء فيه:
سيارة تحمل مكبراً للصوت تجوب شوارع درعا، ينادي أحد الموجودين في داخل السيارة بأعلى صوته « أيها الشباب.. أيتها الفتيات.. هلموا بادروا إلى تسجيل أنفسكم للعمل في معمل الأحذية بدرعا إن العمل واجب وطني والمعمل بحاجة إلى عمال!!» وبطبيعة الحال فقد هرع عشرات الشباب والشابات لتسجيل أنفسهم في عداد الراغبين في العمل.
وتدور آلات المعمل وتدور؛ وفجأة يتم تبليغ عدد من الفتيات والفتيان بتسريحهم من العمل، وذلك بعد مرور أشهر عدّة على ممارستهم العمل، وآن الأسباب الموجبة لذلك كانت بناء على تقرير أن عملهم في المعمل وإنتاجهم للأحذية يشكل خطراً على أمن الدولة؟!.
إن السؤال المنطقي هنا: بالله.. ما هو الخطر المترتب على وجود عامل شيوعي أو عاملة في معمل للأحذية، علماً بأن المعمل لا يتبع لوزارة الدفاع ولا لوزارة التربية؟!.
وإذا افترضنا أن العامل الشيوعي سيتحدث في السياسة مع رفاقه العمال، فهل الحديث عن دعم صمود سورية، ودعم جبهة الصمود، وفضح خيانة السادات أصبح يشكل خطراً على الأمن؟ إننا نخشى أن هذا ما يقلق البعض؛ لأننا لم نسمع حتى أن رجعياً واحداً من المعادين لصمود سورية قد سرح ليس فقط من معمل الأحذية بل حتى من وزارة التربية. أم أن الشيوعيين حلفاء لدى بعض المؤسسات مثل قيادة الجبهة، ومجلس الوزراء ومجلس الشعب. وأعداء في نظر مؤسسات أخرى!!.
ثم ما هو السر ياترى في توقيت تسريح الشيوعيين من مؤسسات عدة مع اشتداد الضغط الإمبريالي والرجعي على سورية.. ولمصلحة من يجري ذلك؟!.