صرف حوافز عمال كهرباء السويداء مطلب ملّح وضروري

صرف حوافز عمال كهرباء السويداء مطلب ملّح وضروري

لا يختلف اثنان أن الحكومة في سعيها لزيادة مواردها تصر على سحب آخر قرش من جيوب الفقراء، وترك الناهبين والفاسدين والمحتكرين يصولون ويجولون دون حسيب أو رقيب يدقق في حساباتهم المتراكمة بفعل الفساد والنهب والتهرب الضريبي المقدر بالمليارات، والهدر الكبير في الإنفاق الجاري، والمضاربة بسعر الصرف ليشكل هذا الثراء غير المشروع مصدر خطر حقيقي ليس على الفقراء ومستوى معيشتهم فقط، بل على الوطن برمته شعبا وأرضاً. 

تعد الشركة العامة لكهرباء محافظة السويداء إحدى شركات القطاع العام الناجحة بامتياز فقد بلغت نسبة التحصيل المالي خلال سنوات الأزمة الوطنية التي تمر بها البلاد حوالي(97%)، ونسبة الفاقد الكهربائي في هذه الشركة لعام 2012  (11,02 %) ولعام 2013    (17,83%)، وما كانت لتتحقق هذه النتائج والنسب لولا جهود العاملين في هذه الشركة والبالغ عددهم817  حيث بلغت كتلة الحوافز الإنتاجية لعام2011  مبلغ 29116189 ليرة سورية، وفي عام 2012  مبلغ     4712826  ليرة سورية، وتعد  بيانات الحوافز لعام  2012 إيجابية والفاقد %11   وهذه البيانات الأفضل على مستوى سورية خلال الظروف الراهنة التي يشهدها البلد، إن هذه الجهود الاستثنائية المبذولة من العاملين في الشركة كانت تنتظر بفارغ الصبر أن تحصل على حقها المشروع الذي يكفله نظام حوافز الإنتاجية المعمول به في وزارة الكهرباء، وأصيبت بخيبة الأمل حين صدر قرار وزير الكهرباء رقم 46/106  تاريخ  2012/12/31  المتضمن تعديل الحوافز لعام 2012  بناءً على حاشية الوزير (مع الموافقة ولمرة واحدة في هذه الحالة) على كتاب مجلس إدارة المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء، وبالفعل تم صرف العلاوات الإنتاجية المستحقة للعاملين ما بين2012/1/1  ولغاية2012/12/31  والمقدرة بمبلغ 4712826  بحسب قرار الوزير، وحرمان عمال كهرباء محافظة السويداء من مبلغ لا يقل عن 26  مليون ليرة سورية، وتوزيعها على الشركات العامة للكهرباء في بعض المحافظات السورية ذات التحصيل المالي المتدني، والفاقد الكهربائي العالي وعلى الرغم من الاعتراضات المسجلة من العاملين المحرومين، والجهود المبذولة من نقابة عمال الكهرباء بالسويداء، وتبني مؤتمر اتحاد عمال محافظة السويداء الذي انعقد بتاريخ 2014/4/22  هذا المطلب المحق في توصياته بصرف حوافز عمال كهرباء السويداء عن عام2013  الذي بلغت نسبة التحصيل المالي فيه حوالي %97   استمر الحرمان وتجاهل هذا المطلب؛ فقد أرسلت المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء كتابا إلى الشركة العامة لكهرباء السويداء بوجوب موافاتها بعدد العاملين الإجمالي، و الطاقة المستجرّة عن الثلث الأول لعام2014  ليتبين فيما بعد أن المطلوب من هذا الكتاب هو محاولة صرف العلاوات الإنتاجية عن عام2014  دون أية إشارة  للحوافز الإنتاجية لعام2013  في تجاهل واضح لحقوق العمال دون مبرر أو إيضاح يخفف من المعاناة، والحرمان من أبسط حقوقهم المشروعة، والمحقة بالحصول على حوافزهم الإنتاجية التي ابتلعت. 

إننا في صحيفة «قاسيون» كنَّا وسنبقى إلى جانب هؤلاء العمال في الدفاع عن مطالبهم، وبالتالي نضم صوتنا إلى صوتهم، ومعهم صوت نقابة عمال الكهرباء بالسويداء في مطالبهم المحقة والمشروعة؛ وفي الوقت ذاته نطالب الجهات المعنية في وزارة الكهرباء بإنصافهم، وتقديم أجوبة مقنعة ومرضية لهؤلاء العاملين، وضرورة التحرك بالسرعة القصوى لتلبية مطالب العمال بصرف الحوافز الإنتاجية لعام2013  والبحث عن زيادة الموارد من أماكن أخرى غير جيوب العمال الفقراء؛  ففي ذلك تأكيد وحفاظٌ على كرامة الوطن والمواطن التي هي فوق كل اعتبار..