تركيا.. إضرابات عمالية وطلابية كبرى بعد قتلى انفجار المنجم
نظم اتحاد نقابات الوظائف العامة في تركيا، الخميس الفائت، إضرابا عن العمل، وذلك احتجاجا على ما اعتبروه سياسات حكومية خاطئة تسببت في وقوع «مجزرة منجم مانيسا»، التي حصدت أكثر من 270 قتيلاً.
وقال اتحاد النقابات في بيان نشر على موقعه الإلكتروني إن «من يعرضون للخطر حياة العمال تحت شعار خفض الكلفة، وفي إطار سياسة الخصخصة هم المسؤولون عن مجزرة سوما وينبغي أن يحاسبوا». وشهدت مناطق عدة من البلاد موجة عارمة من الاحتجاجات، ولاسيما في اسطنبول والعاصمة أنقرة حيث عمدت شرطة مكافحة الشغب إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة طلابية كانت تهزأ من حكومة أردوغان، الذي رفض تحميل أي مسؤولية في هذه المأساة لحكومته، وقال إثر تفقده موقع المنجم إن «تحقيقا معمقا سيجري حول أسباب الحادث الذي يعتبر أحد اسوأ الكوارث الصناعية بتركيا».
وفي الحصيلة الأولية أكدت الأنباء الواردة قتل أكثر من 270 عاملاً إثر الانفجار الذي وقع الثلاثاء الماضي نتيجة عطل في محول للكهرباء مما أدى لانهيار في المنجم، بالإضافة لاحتجاز المئات من العمال تحت الأرض لم يعرف مصيرهم حتى ساعة إغلاق العدد رغم جهود عناصر الإنقاذ لمساعدتهم.
وقال أحد العمال الناجين لوكالات الأنباء: «سبق وأن وقعت حوادث محدودة هنا لكنها المرة الأولى التي نشهد فيها حادثاً مماثلاً وبهذه الخطورة».
وذكر الإعلام المحلي أن 580 شخصا كانوا في المنجم عند وقوع الانفجار، ورغم أن العديد منهم تمكنوا من الخروج بقي قسم آخر محتجزا في جيب معزول. حيث تعمل أربع فرق إنقاذ في المنجم، والنار تتسبب بمشاكل ولكن يتم ضخ الأوكسجين في الآبار التي لم تصب بأضرار.
فيما جاءت تصريحات العمال لوكالات الأنباء متناقضة مع ما قاله وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي الذي أوضح أن المنجم تمت معاينته آخر مرة في 17 آذار الماضي، وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه. بينما أكد العمال الناجين أنه «ليس هناك أي سلامة داخل هذا المنجم، والنقابات ليست سوى دمى والإدارة لا تفكر إلا في المال».
وقال آخرون: «هناك أناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من أجل المال».
وأوضح الاختصاصي في الصناعة المنجمية فيدات ديداري لوكالة «فرانس برس» أن «الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الأوكسجين، وإن كانت أجهزة التهوية معطلة فإن العمال قد يقضون خلال ساعة».
تعزية: حزب الإرادة الشعبية إلى الطبقة العاملة التركية
إن قاسيون إذا تنشر خبر وفاة 270 ضحية، وتعزي ذوي الضحايا والطبقة العاملة التركية، ترى أن جشع الرأسمالية والبحث عن الربح قبل كل شيء، وعلى حساب دماء العمال هي المسؤولة عن مثل هذه الجرائم في عالم الاستغلال الرأسمالي.