بصراحة:شركة تاميكو تحترق مجدداً؟!
صرخات مدوية يطلقها العمال في شركة تاميكو منذ تعرضها للمرة الأولى لاعتداءات مباشرة من المسلحين تم خلالها سرقة المواد الأولية، والسيارات العائدة للشركة، وتخريب الآلات، وأجهزة الحاسوب.
وغيره من الأشياء الأخرى التي تسبب العبث بها بتعطيل الانتاج وتغيب الكثير من العمال عن العمل، كل هذه الأحداث، والأستغاثات العديدة التي أطلقها العمال عبر نقابتهم أو عبر التوجه مباشرة لكبار المسؤولين في وزارة الصناعة وخارجها لم تلق آذاناً صاغية، بل إن كل تلك المحاولات ذهبت أدراج الرياح وكأن ما يحدث لشركة تاميكو لا يعني المسؤولين لا من قريب أو بعيد، فهذه الشركة الاستراتيجية من حيث طبيعة إنتاجها الذي بحاجته ملايين الفقراء السوريين لجودته ورخصه مقابل الأدوية المستوردة أو المصنعة في معامل و شركات القطاع الخاص، خارج نطاق التغطية عند المسؤولين بمختلف مراتبهم السياسية والإدارية.
إن الأزمة الحالية التي تعصف بالوطن من جهاته الأربع أظهرت بشكل جلي وواضح ضعف المبادرة واتخاذ القرار السليم و المناسب من الكثيرين ممن بيدهم قرار الحل والربط ، والمفترض بهم إيجاد حلول سريعة، وخاصة للقضايا التي تمس مباشرةً الاحتياجات الضرورية للمواطنين مثل الدواء والخبز والغاز والمازوت وخلافه، وشركة تاميكو مثال فاقع على ما نقول من ضعف الحيلة أو ضعف المبادرة لإنقاذ الشركة من واقعها المأساوي التي هي به الأن وكأن واقع حال الشركة يقول بتطابق النتائج القائمة على الأرض بين ما يفعله المسلحون بعدوانهم المتكرر على الشركة وبين سلوك المسؤولين بعدم اتخاذهم القرار المناسب لإنقاذ الشركة فكلا الموقفين من حيث النتيجة أدى إلى خسائر فادحة يدفع ثمنها الشعب السوري.
لقد سعى العمال بكل جهودهم من أجل التواصل مع من هو مسؤول وبيده قرار إنقاذ الشركة ليس هذا فقط بل تقدموا بحلول منطقية و إنقاذية لواقع الشركة يتمثل بنقل المعمل من موقعه الحالي إلى معمل الأدوية البيطرية بالقرب من منطقة باب شرقي وهي أكثر أماناً من الموقع الحالي، أو أن يتم النقل إلى موقع أخر مناسب يجعل الشركة تستعيد دورها الهام في تأمين الأدوية للمواطنين، ولكن هذا الأقتراح بالأضافة لأقتراحات أخرى تم رفضها ولم يقدم بدلاً عنها إجراء أخر يؤدي الغرض نفسه الذي سعى له العمال و هو إعادة تشغيل الشركة حفاظا على دورها و حفاظا على مصلحة العمال التي جزؤها الأساسي أن تعود الشركة لسابق عهدها، ولدورها الرائد في الانتاج والنوعية والسعر.
إن الأجراءات التي اتخذتها إدارة الشركة لإنقاذ الوضع كانت قاصرة إلى حد بعيد ولم تغير من واقع الحال شيئاً له قيمة بل عقدت الأمور أكثر لأن قيادة العمل عن بعد لا يمكن أن يكون فعالا في الظروف الحالية، وترك العمال وحيدين يصارعون القذائف المنهمرة عليهم ليس عملاً أقل ما يقال فيه أنه ليس إنسانياً بالرغم من حماية الجيش للشركة من الهجمات المتعاقبة عليها من المسلحين، ولكن هناك سؤال يتبادر إلى الذهن، وطرحه العمال وهو:لماذا تهاجم الشركة عندما تملأ المخازن بالمواد الأولية؟ ولماذا يخزن في الشركة كميات كبيرة من المواد الأولية والشركة مهددة باستمرار؟ في المرة الأولى تم سرقة عشرات الأطنان من السكر، والأرز، وفي المرة الثانية تم قصف المستودعات التي بداخلها مواد أولية لإنتاج الأدوية وأغذية الأطفال، وبقيت المستودعات تحترق إلى أن أتت النيران عليها ولم تجد من يطفئها.
إزاء هذا الوضع فإن الشرفاء و القوى الوطنية وفي طليعتهم الحركة النقابية لابد من أن يتحركوا سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشركات الشبيهة بشركة تاميكو، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الجميع دون استثناء، وذلك بالضغط على كل من بيده القرار عبر مختلف الوسائل وفي مقدمتها الإعلام كي يعرف الشعب السوري حقيقة الأمور كما هي دون تزييف.