متابعة لاعتصام عمال دار البعث..اللجنة النقابية هددت بالإضراب منذ أشهر والإدارة أصرت على موقفها

متابعة لاعتصام عمال دار البعث..اللجنة النقابية هددت بالإضراب منذ أشهر والإدارة أصرت على موقفها

نفّذ عشرات العمال المؤقتين والمثبتين في عملهم من مؤسسة دار البعث اعتصاماً داخل الدار بتاريخ 29/ 7 / 2012 رافعين مطالبهم العادلة، طالبين البقاء في عملهم دون نقل، وذلك بعد القرار المجحف الذي أصدره المدير العام للدار بحق 380 عاملاً، وذلك بنقلهم خارج دارالبعث، في حين أبقى على العمال الذين تم تعيينهم في عهد المدير الحالي دون أن تشملهم عملية النقل، وكأن غاية الإدارة من القرار تفريغ الجريدة والدار من كوادرها وخبراتها.

الاعتصام الذي أنهاه العاملون بعد تدخل مباشر من وزير الإعلام عمران الزعبي وبحضور عضو القيادة القطرية هيثم سطايحي اللذين وعدا العمال بحل القضية كما يريدها العمال، وحل مشاكلهم دون تأخير، لم يغيّر شيئاً من أوضاعهم بعد مرور أسبوع على الاعتصام، بلأكد لنا بعض العاملين تلقيهم تهديدات غير مباشرة لتحريضهم العمال على الإضراب لنيل حقوقهم.

ونتيجة لإصرار بعض العاملين أن قرار المدير العام للدار جاء كعقوبة للعمال بعد المداخلة القوية التي ألقتها لمى منتجب الغالي رئيسة اللجنة النقابية في الدار أثناء المؤتمر السنوي لنقابة الطباعة والثقافة والإعلام في اتحاد عمال دمشق بتاريخ 1/2/2012، تمكنت «قاسيون»من الحصول على تلك المداخلة لنشر أهم ما جاء فيها بهذا الخصوص.

 

لا افتراء على أحد

بعض مقتطفات من المداخلة:

«.. سأدخل في لب الموضوع دون أن التعرض مثل كل سنة لمتطلبات مؤسستنا، لكن في هذه المرة سوف أشير إلى مكان الخلل والفساد الذي يهدد المئات من العمال في مؤسستنا «مؤسسة دار البعث للطباعة والصحافة والنشر»، سأعرض لكم مشكلتنا أنتم أيها الضيوفالمسؤولون الأكارم، وللمرة المائة والأخيرة لأنه لا وسيلة لي ولا خيار سوى أن أضع مشكلتناهذه بين أيديكم لعل وعسى أن أجد الضمير الصاحي، الوطني الشريف كي يجد لنا الحل، أو كي يوصل صوت الحق إلى مكانه المناسب، ربما نجد الحل معاً صدقوني أنا فيكلامي هذا لم أتجن فيه على أحد أو أبالغ أو أفتري لأننا تعودنا على الصدق.

لقد طالبنا مرات، ومرات عديدة، وما من مستمع أو ما من مجيب، مللنا من الشعارات والكلام والوعود لوجود بعض من المسؤولين غير المبالين.

مما شهدناه الآن، وللآن نحن نرى بعضاً من مسؤولينا يماطل ويلتف وكأن المؤسسة التي يديرها قد أصبحت ملكاً له بما فيها، ويحق له أن يفعل بها ما يشاء، مثلما يحصل عندنا في دار البعث، فالمدير العام منذ أن أتى وهو يتحجج بأن المؤسسة هي شبه منهارة بسبب تسيبمدرائها السابقين من الذين كانوا قبله، وأنه يجب علينا كنقابة أن نساعد من أجل أن ننهض سوية معه لكي نرفع من مستوى المؤسسة اقتصادياً، ولأنه سيأتي يوم لن نقبض فيه رواتبنا كما يدّعي، ومن الواجب علينا أن نجلب له أكبر عدد من الطباعات، وخاصة من مؤسسةالكتب المدرسية التي قد أجحفت بحق مطابعنا كما أدعى، وبخلت علينا في تقديم المزايا من الطباعات وغيرها من المؤسسات التجارية الأخرى، لقد اجتمع بمكتب نقابتنا وشرح لهم الوضع بحضورنا، وبشهادة أعضاء المكتب، وحاول المكتب مع الاتحاد شاكرين أن يقدموا لهيد العون ليرفعوا سوية الإنتاج لمؤسستنا، ولكن وبعد أشهر عدة إذ نتفاجأ بأنه يبني مبنى مؤلفاً من طابقين داخل المبنى الأساسي بدار البعث ذلك الصرح العظيم، وكانت تكلفة المبنى التقديرية /65/ مليوناً إلى أن وصلت إلى المائة والخمسين مليون هكذا بقدرة قادر، وقبل ذلككنا قد ألححنا عليه وطالبناه مرات عديدة بأن يثبت العمال وعددهم 500 عامل، وكان يوعدنا فنقوم بتشكيل اللجان وإعداد القرارات من أجل إرسالها للقيادة القطرية للتوقيع، ولكن نتفاجأ ثانية بأن القرارات جمدت، متحججاً بأن علينا دفع ضرائب وفوائد للمثبتين القدامى، والدفعلهم، وخوفه من أن لا يتضاعف المبلغ، وأيضاً سيأتي لنا بإعفاءات من كل تلك الضرائب، وهو لن يثبت، ولماذا المدراء السابقون لم يقوموا بتثبيتهم، وهو متضايق لما فعله عمال الدار، لكنه ليس متضايقاً مما فعله بعماله!..

 

نقل تعسفي وتواقيع إجبارية

 إن كل تلك المماطلات تعني أنه لن يثبت أحداً، ولن يدفع قرشاً واحداً على أي عامل غير مستعد لذلك، حتى أن وصلت به الأمور لأن يحاول نقل /400/ عامل وموظف نقلاً تعسفياً بعد أخذه لتواقيعهم وبأن الحزب سوف يتغير ويتقلص، لذلك لا بد أن يتقلص عدد العمال لأنالإدارة أو القيادة القطرية لا تستطيع أن تصرف لهم الرواتب، والسؤال ما علاقة القيادة بذلك، فنحن قطاعاً طباعي منتج، ومن إنتاجنا نصرف ما نريد، وإنتاجنا ذاتي لا أحد يقدم لنا العون لا الحكومة ولا القيادة ولا غيرهما؟ ما الذي يجري لا نعلم؟ ما هي الخطة لا نفهمذلك؟ بفترة صدور مرسوم من السيد الرئيس بنقل ملاكات المنظمات الشعبية والحزبية على ملاك الوزارات تفاجأنا مرة أخرى بأنه قد وزع علينا ورقاً يقول أنه من مجلس الوزراء أو من القيادة القطرية دون علمنا، وعلينا أن نختار الوزارات التي نريدها، لقد وقعنا في الفخوقدمنا الأوراق ونحن لا نعلم ما هو مصيرنا؟ وما هي نواياهم؟ وإلى أين سيقودونا؟ وها نحن أيها السادة قلقون من تلك المخططات التي تحوكها إدارتنا من أجل التخلص من أعداد كبيرة كان قد اعترف بها مديرنا أمامنا، وأمام المكتب بقوله إن كتلة الرواتب كبيرة وضخمةعليه، ولا يستطيع تحمل أعباء الصرف وإذا الحكومة لن تنقل له تلك الأعداد فهو سيذهب ويجلس في منزله ويترك الإدارة، كل هذه الحجج ونحن لا نرى سوى التعيينات الجديدة، فلقد فتح لنفسه باباً خاصاً للتعيين دون سبب، وأتى بأعداد كبيرة لا داعي لها، وهاهو يتابعمسيرته التي لن تنتهي بالبناء والإنشاء والتعمير، مع العلم بأننا صحيفة والشراء بصفقات كبيرة وبالملايين من مصاعد لا لزوم لها، ومن سيارات كثيرة ولا نعلم لماذا الجميع معه سيارات، أنه يهتم بالحديد والحجر والأثاث والتعمير أكثر من اهتمامه بحقوق عمالنا وتثبيتهم،هو يستطيع البناء بالملايين، لكن لا يستطيع تثبيت العمال ودفع المال لهم، ولا نعلم إلى اين ستجرنا اللعبة إلى اين ستجر عمالنا المساكين الذاهبين بفضل هذا المدير إلى مصير أسود؟!.

 

ما الفرق بين المتآمر والفاسد؟

أيها السادة هناك المزيد والمزيد لن أطيل عليكم مما يفعله ذلك المدير بمؤسستنا لقد تم تخريب المؤسسة بطريقة ذكية، ولكنها مكشوفة فبربكم يا سادة من هو المتآمر؟ هل هو فقط من يحمل السلاح ويقتل ويحرق أم هو أيضاً من يسرق عرق جبين عماله مستهزئاً بهم وبنا،متلاعباً بمصائرهم، هاهو من يعرقل مسيرة الإصلاح ويحرض الرأي العام والعمال والموظفين وكل من حوله على التظاهر والإضراب عن عمله، ولقد حاول عمالنا أكثر من مرة أن يقوموا بذلك، ولكن كانوا يرون أن مصلحة الوطن أهم، وكنا نقول لهم الفرج سيأتي عماقريب، إنهم قلقون على هذا المدير فلماذا لا يطبق المراسيم التي أصدرها الرئيس؟ وهل هناك تآمر عليهم طبعاً منهم عمالنا، في النتيجة ما هي اللعبة؟ هذا المدير نسي أنه بمؤسسة ناطقة باسم الحزب الذي يقود الدولة، وظن نفسه في مؤسسة خاصة له، نعم صدقوني هو يعملويرتب ويخطط وكأنه باق فيها إلى الأبد، وكأنه هو من سيدفع لهؤلاء الموظفين من جيبه.

 أيها السادة إن لم تصدقوا اذهبوا وشاهدوا بأم أعينكم ما الذي حصل ويحصل حتى الآن، ولم أذكر كل شيء في مداخلتي هذه سوى القليل، لأنه يوجد الكثير مما يفعله وفعله دون التحقيق أو طلب أية إثباتات فستسغربون ما الذي يحصل ويخطط له مع أعوانه، أنا واثقة أن كلإنسان شريف ونظيف اليد سيفهم اللعبة، وسيعرف الحقيقة ويرى أن كلامي في مكانه وليس مبالغاً فيه.

إننا نأسف ونخجل عندما نقول إننا نتبع للقيادة القطرية.. أين هي؟ أين هؤلاء المسؤولون عن تلك القيادة لكي يتصدوا أو يقفوا بوجه من وضعوا ثقتهم به عندما نصبوه مديراً عاماً علينا؟ لماذا لا نراهم؟ لماذا لا نرى دعمهم لنا وهم قيادتنا وهم الجهة الأولى القائدة بالحزبوالدولة وهم القدوة؟ لماذا هم صامتون؟ أسئلتي هذه هي التي تجب الإجابة عليها، فكل شيء أصبح واضحاً ومفهوماً.

 

دور القيادة النقابية

 لقد لجأنا إلى قياداتنا النقابية، وقاموا بدورهم بحل مشكلاتنا طوال فترة الدورة النقابية هذه، وهم ما يزالون صوت الحق للعمال، ولكن أحياناً ما من مجيب لهم، ولا أحد يهمه سوى مصالحه الشخصية، واللهم نفسي، وأحياناً هم غافلون لايدرون أنهم يدمرون أسمى وارقىطبقة في هذا المجتمع.

 أيها السادة يجب أن يبدأ كل واحد من نفسه في إصلاح ذاته أولاً، ثم إصلاح غيره وإلا لن يكون هناك إصلاح، وستكون هذه الأرض الخصبة أكثر خصوبة للمتآمرين على هذا البلد، ولن يكون هناك مسيرة للإصلاح، علينا كنقابين وكمواطنين مكافحة الفساد والهدر بكلأنواعه، ومواجهة كل خطأ والإشارة إليه، وأن نكون شركاء في العمل، وأن نخاف عليه وكأنه ملك لنا وإلا لن تسير عجلة الإصلاح» انتهى الاقتباس.

ثلاثة مطالب قابلة للتحقيق

يذكر أن العمال وفي تصريحات سابقة لهم لجريدة «قاسيون» أكدوا أن اعتصامهم يهدف لتحقيق مطالب ثلاثة وهي:

أولاً: تثبيت جميع العاملين دون تمييز أو إعطاء الأفضلية للمقربين من الإدارة، خاصة وأن المثبتين لم يعاملوا كمثبتين قدامى.

ثانياً: المطالبة بتغيير الإدارة الحالية التي حسب قولهم إنها السبب في تراجع الدار، والغريب أنهم لم يخافوا من الإعلان عن الأسماء التي يجب تغييرها، وهم المدير العام والمدير الإداري والمدير المالي.

ثالثاً: تشكيل لجنة محايدة خارج إطار الدار لنقل العاملين بناء على رغبة العامل ودون أي إجراء تعسفي بحق المياومين.