المعاناة الحقيقية للمتقاعدين
وردت إلى «قاسيون» رسالة من أحد المتقاعدين جاء فيها توضيح للمعاناة الحقيقية والمشاكل الكبيرة التي يواجهها المتقاعدون في سورية، الذين من المفترض أن يكونوا موضع التكريم والتقدير مادياً ومعنوياً، حيث أدوا مهمتهم في عمرهم الإنتاجي، وقدموا للوطن تعبهم وعرقهم، وما بخلوا بالغالي والنفيس في سبيل رفعته وتطوره.
جاء في الرسالة: «في العدد /471/ بتاريخ 25/9/2010 من جريدة «قاسيون» كتب السيد ماهر عدنان فرج عن متاعب المتقاعدين في إجراءات المعاملات في إحدى مديريات المتقاعدين بريف دمشق.
ولكننا نقول إن المعاناة الحقيقية، ليست بمتابعة المعاملة، لاستكمال إجراءاتها، فهذا أمر يمكن تداركه بسهولة، بأن يقوم أحد أقرباء المتقاعد، بهذه المتابعة. بل إن المعاناة الحقيقية هي قلة الرواتب، وخاصة للمتقاعدين القدامى، من عسكريين ومدنيين. ولكي يكون المثال حياً فسوف أتحدث عن نفسي: فقد أُحِلت للتقاعد عام 1985 بعد /27/ سنة من الخدمة وأحمل شهادة الإجازة في الحقوق، وكان راتبي مع التعويضات /2690/ ل.س، الآن وبعد كل الزيادات التي طرأت، فإنه لا يتجاوز /7200/ ل.س، فما الذي سيصنعه ذلك الراتب المتواضع؟
المطلوب والمرجو، بأن تركزوا على الجهات المعنية من أجل زيادة هذه الرواتب، وخاصة للقدماء من المتقاعدين، علماً أن مَن أُحيل للتقاعد في عام 1986 بذات الشهادة وسني الخدمة، فإن راتبه التقاعدي يبلغ ضعف ما أتقاضاه، فأين العدالة والموضوعية؟ وهل المعاناة في تتبع إجراءات المعاملة؟ إن المعاناة الحقيقية في تأمين لقمة العيش!! والتوقيع للمتقاعد تاج الدين أحمد الشعراني».
هذه صرخة في صميم ضمير ووجدان القائمين على الأمور، يطلقها نموذج عمَّن أفنوا عمرهم في خدمة الوطن وتقديم كل الجهود من أجل رفعته وتقدمه، أفلا يحق لهم العيش فيما تبقى من سنوات عمرهم بعزة وكرامة؟! أوليس من واجب أصحاب القرار العمل على ذلك؟! سؤال ينتظر الجواب... والعمل.