من الأرشيف العمالي:أين تكمن المصلحة الوطنية؟
أنجزت نقابات عمال دمشق عقد مؤتمراتها النقابية السنوية بمؤتمر اتحاد عمال دمشق الذي ترافق مع الذكرى /59/ لتأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية والمصادف في 18 آذار من كل عام، وقد ترددت في مؤتمرات نقابات عمال دمشق مرة جديدة مطالب عمال دمشق الاقتصادية والاجتماعية والمعاشية،
وعبرت المداخلات وتقارير مكاتب النقابات عن تمسك العمال ونقاباتهم بتلك المطالب التي تتكرر من كل عام لآخر، وبينت أن عزيمة النضال من أجل تحقيقها لم تهن، والإصرار على المطالبة وتكرارها وسيلة للانتقال إلى تحقيقها، وبدا جلياً أن الهم المعيشي والأجور وتآكلها ومستوى العيش في اهتمامات ومداخلات تلك المؤتمرات هو الهاجس الأساسي للكادحين والذي دون إيجاد حل واقعي ومتكامل له لا يمكن الحديث عن حماية قطاع الدولة مهما توفرت المستلزمات والنوايا والإدارات والتشريعات.
ويمكن القول إن مؤتمرات نقابات عمال دمشق قد حملت عملياً الهم الوطني والطبقي وعبرت عن ثوابت الحركة النقابية السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الدفاع عن قطاع الدولة، كما تناولت تقارير المكاتب المسألة التنظيمية والفكرية ونتائج عمل لجان مجلس اتحاد عمال دمشق التي قامت في وقت سابق بجولات ميدانية على اللجان النقابية وفي مواقع العمل، وقد تركزت المطالب العمالية التي ترددت في المؤتمرات على القضايا الأساسية ومنها:
• المطالبة بدفع التعويضات على أساس الراتب الحالي وفتح السقوف وتعديل قانون العاملين الأساسي وخاصة المادة /138/ منه.
• تطبيق الجانب المالي كاملاً من القانون الأساسي وإعفاء الحد الأدنى من الأجور من ضريبة الدخل.
• المطالبة بتعديل قانون التأمينات الاجتماعية وإنهاء الربط ما بين بلوغ السن بالخدمة والاكتفاء بأحدهما وإعادة ما اقتطع من حوافز قبل صدور المرسوم /8/ لعام 1995.
• حماية حقوق الكادحين المكتسبة تجاه تطاول وزارة المالية والجهات الإدارية على تلك الحقوق والعمل على تقليصها.
• ضرورة إجراء الفحص الطبي الدوري الشامل للعمال وإعادة النظر بمخصصات الطبابة.
• ربط الأجور بالأسعار ووضع حد لفلتان الأسعار وتراجع مستوى المعيشة.
وقد تطرقت العديد من المداخلات لموضوع الركود الاقتصاد القائم وسبل معالجته ولقضايا الإنتاج الوطني.
وقد صادق المؤتمر في نهاية أعماله على تقرير الاتحاد والموازنة الختامية. وألقى النقابيون الشيوعيون كلمات في العديد من مؤتمرات النقابات العمالية، ركزوا فيها على أهم قضايا ومطالب العمال، كما ألقى الرفيق سهيل قوطرش كلمة النقابيين الشيوعيين في مؤتمر اتحاد عمال دمشق التي تناولت الأجور والأسعار مطالبة بإعادة النظر بمفهوم الأجر الوارد في قانون العاملين الأساسي وإلغاء سقوف الجدوال الملحقة به، واعتماد قيم نسبية وليس رقمية في تحديد التعويضات، وبينت أن هذا ممكن ومتاح ويتطلب سد منافذ الربح البرجوازي الطفيلي، وفي ذلك ضمانة تطوير الاقتصاد الوطني وحماية المنتج الوطني من عام وخاص ومشترك وتعزيز عوامل الصمود في وجه المؤامرات والتحديات المختلفة ففي هذا الإصلاح تكمن المصلحة الوطنية ومصلحة الغالبية العظمى من سكان بلادنا.