من الارشيف العمالي : العمال مارد في قمقم

من الارشيف العمالي : العمال مارد في قمقم

في مثل هذه الأوقات تنعقد كل عام المؤتمرات العامة السنوية للاتحاد العام للنقابات العمال بعد إنجاز عقد المؤتمرات على مستوى المحافظات، حيث يتم فيها مراجعة مختلف القضايا والنشاطات الاقتصادية والعمالية، واستعراض ما أنجز وما لم ينجز، وسبل مكافحة النهب السافر المستشري والتواطؤ السافر بين قوى السوق المعولمة والبرجوازية البيروقراطية.
وهذه مهمة القوى الوطنية والحركة النقابية في التصدي لبرنامج الليبرالية الجديدة وقوى السوق والسوء

 إن الطبقة العاملة السورية أكثر المتضررين من برنامج السوق، وبالتالي فإن عبء النضال الأساسي سيقع على عاتقها، باعتبارها معنية بالهجوم الواسع الذي تشنه الليبرالية الجديدة على مكاسبها وحقوقها وتفتيت وحدتها من عمال قطاع خاص وعام، وخضوع كل منها لقانون، وخضوع كل منها لشروط عمل مختلفة وظروف عمل مختلفة أيضاً، مما يضعف إمكانية الطبقة العاملة بالدفاع عن مصالحها وحقوقها ومكتسباتها (حيث يخضع عمال القطاع الخاص لأكثر من قانون)، ومن هنا فإن القوى الوطنية والحركة النقابية معنية إلى حد كبير بتطوير أشكال النضال الاقتصادي والسياسي بإشراك الطبقة العاملة في المعركة، وعدم إبقائها محيَّدة ومهمشة لا حول ولا قوة لها كما هو سائد إلى الآن.
إن الظروف تغيرت ولا بد من رؤية الواقع الجديد والتعامل معه ومع متغيراته، وهذا يطرح على الحركة النقابية مهام جديدة تتمثل بالتصدي الحازم لكل الطروحات التي تنال من مصالح الطبقة العاملة وحقوقها ووحدتها، وعدم التصالح مع تلك الطروحات من خلال القبول بمبدأ الاستثمار والمساهمة في ملكية الشركات عبر الأسهم التي ستباع للعمال تحت شعار تمليك العمال الشركات، الآن تلك الشعارات البراقة يراد منها تكثيف الاستغلال والمزيد من الاحتكار والمزيد من الهيمنة لقد حدد اتحاد عمال دمشق في تقريره الاقتصادي الذي قدمه إلى أعمال المجلس العام الاتحاد العمال بدورته الثامنة، أن السبب الرئيسي في ضعف الأداء الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة...إلخ.. سببه الرئيسي الفساد، وأنه لابد من عملية التصدي لهذا الفساد كمهمة وطنية ونضالية حيث قال التقرير:(متمسكين بأدوات هذا التغير والذي يعتبر العمال والطبقات الشعبية أدواته العملية والفعلية). نعم هم العمال أدواته العملية والفعلية، فهل تستطيع القوى الوطنية والحركة النقابية أن تخرج  هذا المارد من قمقمه لمواجهة كل قوى الشر وأدواتها مهما تزينت وتجمَّلت وحسنت من وجهها القبيح؟!!.

قاسيون العدد 239 كانون الثاني 2005