في ذكراه.. العيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية
بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لتأسيسه، والتي تصادف 24 آذار من كل عام أصدر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بياناً، فيما يلي مقتطفات مما جاء فيه: «في مثل هذه الأيام من العام 1956 سعى القادة النقابيون العرب الاوائل الى تأسيس اتحاد نقابي عربي ، يوحد كلمة العمال العرب ، وينسق جهودهم لتسهم متكاثفة في الدفاع عن مصالحهم العمالية، والحفاظ على حقوقهم الاقتصادية - الاجتماعية والسياسية، وفي تحقيق المصالح العربية المشتركة، ونصرة القضايا المصيرية للأمة العربية
وأشار البيان: اليوم، وقد شهدت المنطقة العربية تحولات جذرية في بنيتها السياسية، حيث وبعد حالة من الحراك الجماهيري، والنقابي العمالي، رفع شعارات تتمحور حول مواجهة البطالة والتهميش والفقر والفساد، وقمع الحريات والمطالبة بمعالجة مشكلات الشباب، وضمان العيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية، فإن القضايا النضالية قد ازداد حجمها وارتفعت وتيرتها، كما تضاعفت المسؤوليات الملقاة على عاتق التنظيمات النقابية العمالية لمواجهة كافة الاستحقاقات الناجمة عن تلك المتغيرات العميقة التي شهدتها وتشهدها جل البلدان العربية.
ورأى البيان أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب وهو يحتفل بذكرى تأسيسه، يواجه تحديات من نوع جديد، أبرزها الحراك النقابي غير المنضبط، وتنامي التعددية النقابية على الساحة العربية إلى الحد الذي وصل فيه الأمر إلى تأسيس منظمة نقابية عربية جديدة ضمن مخطط الاستهداف الذي يتعرض له منذ عقود، فإنه يدعو كافة مكونات الحركة النقابية إلى الاحتكام الى قواعدها، وإلى تعبئة قواها، وأن تقف وقفة تأمل لنتائج المستجدات السياسية في بلداننا العربية، والتفكير ملياً بأساليب وطرق مواجهة الأحداث والمتغيرات الراهنة، وتوظيفها للمصالح الوطنية والقومية العليا.
وعبر الاتحاد عن قلقه البالغ من التطورات الحادة التي حولت مسار الحراك الجماهيري السلمي في بداياته إلى حراك انتهج العنف المسلح والدموي، وتطور إلى ما يشبه الحروب الأهلية، والطائفية، والمذهبية، التي تهدد أمن المواطن العربي، وتضفي تعقيدات بالغة على وحدة النسيج الاجتماعي.
وأدان الاتحاد جرائم القتل والتنكيل ضد المدنيين الأبرياء كما حصل في مدينة عدرا العمالية، وتدمير البنى التحتية من مصانع ومحطات كهرباء ومصافي تكرير النفط وغيرها ، وتطور التدخل الخارجي وبأشكال متعددة منها رفع الغطاء عن بعض التنظيمات المتشددة والتكفيرية من خلال بناء تحالفات معها هدفها الأساسي إسقاط أنظمة والاستيلاء على السلطة، وتحجيم الحراك الجماهيري، وتحويله إلى إرهاب بات يهدد المنطقة العربية والإقليمية برمتها.