من الأرشيف العمالي : لنسد كل الثغرات..!

من الأرشيف العمالي : لنسد كل الثغرات..!

إن ثقة طبقتنا العاملة عزيزة لا يمكن ربحها وانتزاعها بالشعارات ولا بالكلمات الجميلة, وهي لاتتحقق لا بالقرارات ولا بالتمنيات ولا حتى بالقوانين. إن ثقة العمال بتنظيمهم النقابي وبقادتهم تتحقق عبر الجهد الكبير والنضال والتضحية من أجل تحقيق مطالبهم وتأمين مصالحهم ورفع مستوى حياتهم ومعيشتهم, إن ثقة العمال بتنظيمهم النقابي لا تتحقق إلا بالالتزام الكامل بقضية الطبقة العاملة السياسية والاجتماعية والاقتصادية

إن باستطاعة الطبقة العاملة أن تلعب دوراً أكبر وأهم في نضال سورية الوطني ضد أعدائها ومؤامراتهم, لأنها طبقة كبيرة وواسعة وتلعب دوراً كبيراً ورئيسياً في الإنتاج الوطني, ولكونها أكثر الطبقات قابلية للتنظيم والتعبئة, وهي تدرك مصالحها السياسية والاجتماعية, ومن الضروري أن تواكب القيادات النقابية هذا النضال وتترأسه وتدعمه بكل طاقاتها. أما في الميدان الداخلي فإنه من الخطأ التفكير أن النشاط الرجعي الداخلي سيتوقف أو يمكن القضاء عليه طالما تتابع أمريكا والصهيونية والرجعية تآمرها على وطننا, لذلك لا بد أن نسد كل ثغرة يمكن أن يستفيد منها العدو الطبقي في الداخل, ونرى من الضروري من أجل إحباط هذا التآمر الاعتماد على الشعب ومساهمته، ومن الضروري المحافظة على كرامة المواطنين, فالتآمر لايقف عند حدود فرض الاستسلام على بلادنا, بل يرمي أيضاً إلى نسف جميع المكتسبات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققت بفضل نضال طبقتنا العاملة وجميع القوى الوطنية. إن التآمر يرمي إلى نسف القطاع العام وتحويله كلياً إلى مصدر لزيادة أرباح ونهب الرأسمال الأجنبي والرأسمالية الطفيلية, وبالتالي تشديد استثمار الطبقة العاملة وسلبها حقوقها ولقمتها, تماماً كما حصل في مصر بعد خيانة السادات وتوقيع اتفاقيات كامب ديفيد.
إن تقوية ودعم الاقتصاد الوطني وسد الثغرات المختلفة ومعالجة جوانب  الضعف فيه هي مهمة  رئيسية كبيرة أيضاً. وإن من أكبر مهمات التنظيم النقابي من القمة إلى القاعدة هي حماية القطاع العام وزيادة الإنتاج وتحسين نوعيته ومنع نهبه وسرقته من  الوسطاء والسماسرة, وبكلمة من الرأسمالية الطفيلية عن طريق بيعه المواد والأدوات  المختلفة أو عن طريق مواده ومنتجاته أوتخريبه من الداخل. ومن الضروري أن يتحول نشاط التنظيم النقابي من القاعدة إلى القمة إلى عامل مؤثر وفعال في حماية القطاع العام, ولايجب أن نكتفي بإبداء الآراء والملاحظات وطرح الشعارات, بل يجب أن نحبط كل عملية بيع أو شراء أو أي تدبير يمكن أن يلحق الضرر بهذا القطاع, ولاشك لكي نتمكن من تعبئة الطبقة العاملة وتنظيماتها النقابية القاعدية خصوصاً لا بد من تحقيق مطالب الطبقة العاملة, ولابد من تحسين قانون التأمينات الاجتماعية والإسراع بإصدار قانون العاملين الموحد بشكل يحفظ مكتسبات الطبقة العاملة وتحسينها وتحسين أوضاع كل الجماهير الشعبية.

• قاسيون - العدد /76/ 1982