من أجل عودة الروح لمعمل الزجاج
تراجع الناتج المحلي للصناعة في القطاعين العام والخاص بشكل حاد وصل لأرقام متدنية جداً، وكان لهذا التراجع العديد من الأسباب، بدءاً من الآثار السلبية للحصار والعقوبات الاقتصادية والمالية، ومروراً بالمخاطر الأمنية لوقوع بعض الشركات في المناطق الساخنة، وصعوبة النقل والتنقل فيها
يضاف إلى هذه المعوقات ارتفاع تكلفة المستوردات من مدخلات الإنتاج، وأسعار حوامل الطاقة اللازمة لتدوير عجلة الإنتاج وصعوبة الحصول عليها، خاصة وأن أهم وأغلب المدن والمناطق والمنشآت والأنشطة الصناعية تقع في مثل هذه المناطق، وليس انتهاءً بتضرر وتدمير ونهب البنى التحتية، والخطوط الإنتاجية الصناعية والحرفية.
إن شركة الزجاج إحدى تلك الصناعات التي تضررت وتوقفت عن العمل بسبب ما قيل آنفاً، حيث تسبب كل ذلك بتوقف المعمل عن طاقته الإنتاجية، واضطرار العمال للمكوث بمنازلهم لصعوبة الوصول للمعمل كلياً منذ بداية الأزمة، لكن الأيام والأسابيع الماضية شهدت تقدماً ملحوظاً للجيش في الريف الدمشقي والمناطق القريبة من الشركة، الأمر الذي دعا نبيل المفلح رئيس نقابة عمال الصناعات الكيماوية بدمشق برفع كتاب لوزير الصناعة، مطالباً فيه «بتكاتف الجهود لتأمين عودة العمل إلى الشركة العامة للزجاج خاصة بعد تطهير منطقة سبينة وحوش بلاس من العصابات المسلحة بفضل جهود الجيش العربي السوري الباسل داعياً إدارة شركة الزجاج للإسراع في تشغيل أقسام الشركة من أفران وتوابعها إضافة لتلهف عمال الشركة للعودة إلى عملهم بعد طول انتظار، وحرمانهم من أبسط حقوقهم مثل النقل والطبابة واللباس العمالي والوجبة الغذائية وغيرها».
بدورهم عدد من العاملين في الشركة طالبوا من خلال «قاسيون» بإيجاد حل إسعافي ليس من أجل إنقاذ شركة الزجاج وحدها، وإنما الشركات الصناعية كافة، وخاصة الشركات القريبة من دمشق وغير المتأثرة تأثيراً مباشراً بالأزمة.
وقال العمال في لقاء لهم مع الصحيفة: إن مثل شركة زجاج دمشق من الضروري جداً تشغيلها ليتم توفير (مادة زجاج الحجر ــ ومادة السيليكات) في الأسواق المحلية، وإنتاج هذين الفرنين (الحجر والسيليكات) مطلوب بكثرة في أسواقنا، لذلك نطلب من الجهات المعنية لفت نظر المسؤولين عن الشركة للقيام بتجهيز الآليات، وإجراء الصيانة لمجموعات الديزل، والقيام بإجراءات تحمي محطة الغاز، ومحطة الكهرباء، وذلك بإنشاء غرف بيتونية مسلحة للغاز ومحطة الكهرباء لحمايتها من القذائف الطائشة التي تسقط بين الفينة والأخرى بالقرب منها، بالإضافة إلى تخصيص وحدة من الجيش لحراستها وحمايتها.
وأكد العمال أن الفرنين (الحجر والسيليكات) جاهزان من حيث البناء، والخبرة متوفرة، والأيدي العاملة موجودة وجاهزة، وهي بحاجة إلى ترتيبات لتجهزها ووضعها في العمل الفعلي. حيث يعود بالفائدة إلى خزينة الدولة، ويستفيد العاملون من الحوافز الإنتاجية والعمل الإضافي، وبعد ذلك بإمكان الشركة الاعتماد على نفسها بتأمين المواد الأولية، ودفع الرواتب للعمال.
وأبدى العمال تفاؤلهم بأن تقوم الجهات المعنية بتجهيز وتشغيل جميع شركات القطاع العام الصناعي القريبة من دمشق حتى تساهم في إعادة ما خسرناه.
فهل تفعلها وزارة الصناعة وتلبي طلب العمال والنقابة معاً، لتنطلق الشركة رغم كل الصعوبات؟!.