في مطبعة نقابة المعلمين... الإدارة تبتلع حقوق العمال
طوال العقود الماضية حققت الطبقة العاملة السورية، ومنهم عمال المطابع مكتسبات اجتماعية مهمة خلال نضال طويل خاضته، وبعد إتباع السياسات الاقتصادية الليبرالية الدردرية في السنوات السابقة أشتد الهجوم على هذه المكتسبات في محاولة لتشويه أو سلب ماتبقى منها، وما يجري في مطبعة نقابة المعلمين مثال صغير للهجوم على مكتسبات الطبقة العاملة
وهنا يعاني عمال المطابع قيام الإدارة بابتلاع حقوقهم ضمن هذا الإطار، فما بين رصاص الجبهات، ورصاص قانون العمل رقم 17 يتخوف العمال من المطالبة بأقل ما اكتسبته الطبقة العاملة من خلال نضالها الطويل لتحصيل حقوقها.
نعم ليس فقط في ساحات القتال يقاتل أبناء وطننا ذوداً عن الوطن فقط، وإنما أيضاً هناك جيش آخر يصارع بين الآلات والإدارات المتمترسة خلف قانون العمل رقم 17 إدارات أقسمت أن تبعث الرصاص في صدور هذا الجيش الذي لايملك إلا قوة عمله لكن رصاص هذه الإدارات من نوع آخر هو التسمم بالرصاص!!.
ففي مطبعة نقابة المعلمين ومنذ عام لم يستلم العمال المهددون بحكم ظروف عملهم بالإصابة بتسمم الرصاص جراء لمس وأستنشاق العاملين للمواد التي يستخدمونها كالحبر والكاز والكحول، ووجبتهم الغذائية من الحليب والبيض للوقاية من المواد السامة، أضف إلى ذلك أن العمال ليس لديهم تأمين صحي حيث أن كل عامل منهم يملك بطاقة صحية، ولكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن المراكز الصحية التي يجب على العمال مراجعتها، والتي لا يعرفها العمال أصلاً، فماذا تنتظر النقابة حتى يصاب العمال بتسمم الرصاص، ويصبحون جاهزين للتسريح التعسفي من العمل بحجة عدم القدرة على العمل؟!.
كما فقد عمال المطبعة مكاسب أخرى، فهم محرومون من تعويض طبيعة العمل مثل غيرهم من عمال الوطن، على الرغم من الظروف المعيشية القاسية التي تعيشها البلاد نتيجة الأزمة، كما حرموا أيضاً من اللباس العمالي كما أصبحت الإدارة تبدي اللا مبالاة تجاه صحتهم، فكونهم يتعاملون مع الحبر يجب أن توفر لهم الإدارة مواد تنظيفات كافية لكن الإدارة لا تمنح سوى القليل، رغم خطورة الحبر والمواد السامة التي يتعرضون لها يومياً.
إن عمال المطابع في مطبعة نقابة المعلمين بدمشق يطالبون عبر صحيفة «قاسيون» بتدخل نقابة عمال المطابع، لكي تعيد الحقوق المسلوبة لعمال المطابع صوناً للحقوق وحماية لمصالح العمال الفقراء.