عمال الحسكة ضحية الطرفين معاً!!
بات واضحاً أن أكثر الطبقات الشعبية الفقيرة هي المتضرر الأكبر من تبعات الأزمة الوطنية والسياسات الليبرالية الجديدة «القديمة» التي تعود لما قبل الأزمة، وتعد من مقدماتها الأساسية، لذلك فإن الطبقة العاملة السورية هي من تدفع الثمن الباهظ لهذه الأزمة أكثر من غيرها، !!
فبالإضافة لما كانت تعانيه في السابق جراء الفساد والليبرالية أصبحت هذه المعاناة مضاعفة، وتأثيرها يطحن يومياً المزيد من العمال، وكانت هذه السنة 2013 حافلة بهذه المعاناة مع تفاصيلها اليومية القاسية، ونورد هنا أمثلة وأشكالاً لمعاناة الطبقة العاملة في محافظة الحسكة خلال الفترة الماضية..
حرمان عمال النظافة في القامشلي الذين يبلغ عددهم أكثر من 300 من تعويض طبيعة العمل، وتتأخر رواتبهم بحجة الأزمة شهوراً عدة.
تعرض معمل الغزل والنسيج في الحسكة البالغ عدد عماله أكثر من 500 عامل لقصف قذائف الهاون على يد المسلحين، واحترق الكثير من الآلات، وأتت النيران على الإنتاج، وتتأخر رواتبهم عدة أشهر بحجة الأزمة.
عمال النفط في حقول الجبسة البالغ عددهم أكثر من 6000 عامل خسروا مساكنهم العمالية، وخسر البعض أعمالهم، وخاصة ممن كانوا من المحافظات الأخرى، وتتأخر رواتبهم بحجة الأزمة، وكذلك عمال حقول الرميلان البالغ عددهم أكثر من 13 ألف عامل.
العمال الزراعيون والذين يبلغ عددهم عشرات الآلاف في مختلف مناطق المحافظة يقعون ضحية أرباب العمل من الرأسماليين الزراعيين والفلاحين الأغنياء، ولا توجد نقابة لهم تحميهم من الاستغلال، أضف إلى ذلك البطالة المنتشرة بين صفوفهم بسبب الحرب
عمال مؤسسة الإسكان العسكرية تعرض 239 عاملاً منهم إلى التسريح التعسفي على أساس المادة 137 بتهم كيدية جاهزة على خلفية الأزمة، ولا توجد نقابة لهم بحجة أنهم تابعون لوزارة الدفاع
عمال الكهرباء سرح منهم أكثر من 100 عامل على أساس المادة 137 وفقدوا الباقون الكثير من المكاسب الاجتماعية مثل صرف التعويضات والوجبة الغذائية واللباس العمالي، وتتأخر رواتبهم لذات الأسباب.
كما يعاني عمال البناء في القطاع الخاص من فقدان أعمالهم بسبب الأحداث ووقوع الأخرين ضحية للمتهدين المتحكمين بأجورهم كالعادة، وتم تسريح 157 عاملاً من المشاريع المائية بحجة عدم توفر جبهات للعمل، وسرح أيضاً 16 عاملاً من فرع المحروقات و400 من عمال المحالج، وربما هناك آخرون زجت أسماؤهم في قوائم التسريح التعسفي.
هذه أمثلة جئنا بها من محافظة الحسكة المهمشة من واقع الطبقة العاملة السورية التي تستمر الأزمة بطحنها وسحقها، لقد آن للعمال أن يقولوا كلمتهم ضد هذه السياسات الجائرة التي تستهدف لقمة عيشهم