من جديد.. حرّاس آبار المياه في السويداء

من جديد.. حرّاس آبار المياه في السويداء

مأساة حرّاس آبار المياه مستمرة في السويداء، إذ لم يكشف عن مصير العمّال الخمسة الذين خطفوا منذ شهور وحتى اليوم، تستمر معاناة هؤلاء العمّال، حرّاس آبار مياه الشرب في قرية الثعلة بمحافظة السويداء البالغ عددهم 64 حارساً موزّعين على 21 بئراً

وفق ورديات عمل بمعدل يوم دوام مقابل يومين راحة، تتواجد تلك الآبار في منطقة معزولة عن باقي القرية ومفتوحة عبر المزارع والأراضي الزراعية على قرى مجاورة من محافظة درعا انطلق منها المسلحون في المرات الماضية عندما تمت عمليات الخطف السابقة.

المجموعة السكّانية الأقرب إلى تلك الآبار هي مجموعات من البدو الرحل، نصبت خيامها بالقرب من مصدر المياه والكهرباء هناك، ولطالما كان هناك صدامات بين البدو ومؤسسة المياه والكهرباء وغيرها من المؤسسات الخدمية التي لم تحل عبر سنوات طويلة المشاكل الخدمية هناك، وبالمقابل كان هناك العديد من حالا ت الاعتداء على الآبار وشبكة الكهرباء لاستجرارهما بشكل غير قانوني، واليوم تستمر هذه المشاكل وتتعقد مع تعقيد الأزمات على المستوى الوطني العام، فمهمة الحرّاس منع التجاوزات والاستجرار غير القانوني من تلك الآبار ومجموعات البدو بحاجة للخدمات والخدمات غير متوفرة، بالتالي ستصبح المواجهة بين طرفين لا علاقة بينهما ولكن تقصير الجهات المعنية هو من يخلق هذا الصدام المستمر، وقد وصل الأمر إلى حد أن المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في السويداء ألغت حنفيات الماء التي يشرب منها الحرّاس لمنع احتمال استخدامها لسحب مياه البئر، ويعلق الحرّاس هناك بسخرية مؤلمة: «تخيّل أن أمامنا بئر ماء كامل، ونحن حرّاسه، ولكننا مجبرون على إحضار عبوات المياه معنا من بيوتنا!.. (السكافي حافي والخياط عريان)..».
يزداد الخطر على الحرّاس بوجود بؤرة توتر أمني قريبة في القرى المجاورة من محافظة درعا، ولا يوجد إلا بعض عناصر من اللجان الشعبية المعينة أمنياً وهم عاجزون عن تغطية كامل منطقة الآبار، ويضاف إلى هذه العناصر تتعامل مع الحرّاس ومع البدو كأنها الآمر الناهي هناك، وتصدر عنها تصرفات تنم عن عدم فهم لحساسية الوضع وخطورته، فمنذ أيّام قام أحد عناصر تلك اللجان باعتقال شاب من مجموعات البدو وحجزه في مخفر قريب بتهمة تهديد أحد الحراس بالقتل، وبقي الشاب محتجزاً عدة ساعات حتى وصول الحارس المعني والذي نفى بدوره وجود هكذا تهديد، ونؤكد أنه من غير المنطقي ولا المقبول استمرار اعتقال أحد ما على أساس افتراض وهمي ثم نقول له عذراً كنّا مخطئين، بما يحمل ذلك من حتمية تراكم الكره والحقد تجاه جهاز الدولة عموماً وحرّاس الآبار خصوصاً، وما يعنيه من مخاطر إضافية على حياة هؤلاء الحرّاس الذين يعانون من إهمال وضعهم ومطالبهم رغم وجود كل المؤشرات على تلك المخاطر، وحدوث عمليات خطف ضدهم.
الطبقة العاملة التي تدفع الأثمان مقابل كل الأطراف من أجورها الهزيلة البائسة، ولاوجود لقوانين تحمي العمّال وتدافع عن حقوقهم ومصالحهم الحقيقية، وغياب الأمان الوظيفي وانتشار البطالة والخطف وتدمير المعامل والمنشآت، وتستمر القائمة الطويلة التي تلاحق عمالنا في كل لحظة من حياتهم، ونحن في حزب الإرادة الشعبية في السويداء نضم صوتنا للعمّال حرّاس آبار المياه ونؤكد على ضرورة التعاطي السريع مع مطالبهم ومعالجة كل التفاصيل التي تهدد حياتهم جدياً وبالتالي حياة واستقرار العائلات التي تعال من رواتبهم المتآكلة أصلاً.