عرض العناصر حسب علامة : الاغتراب

يوميات مواطن: الحاجز رقم 18

 تحقق الحلم بعد غياب طويل، وأصبح المهندس محمود قادراً على الذهاب إلى دير الزور وتحقيق رغبة والدته في رؤيته هو وأطفاله، تتحدث دوماً عن خشيتها من أن تموت قبل أن تراهم. لا موعد للموت في هذه الأيام، لا يفرق بين صغير وكبير بعد أن أصبح القصف والقنص والجوع العنوان الأكبر، وتعددت وسائل الموت وتجاوزت أشكاله المألوف، لدرجة وصلت بالبعض إلى الاستغراب عندما يسمع خبر موت أحدهم «طبيعياً» مرضاَ أو كبراً في السن.

عن الكسر والهشاشة الإنسانيين

كان نِزار شاباً فصاميّاً عمره ثلاثة وعشرون عاماً. صار يتردّد على عيادتي بعد أن دخل مكتبي مرّة على سبيل الخطأ. صرتُ أتابعُه بشكل مُنتظم منذ تلك الحادثة، وقد نشأت بيننا علاقة علاجيّة متينة. لمّا عرفته، كان في حالة انطواء شديد، لكن الصّدفة التي شاءت أن تكون إحدى روايات سليم بركات مرميّة على مكتبي في ذلك اليوم، هي التي جعلته يخرج من عزلته الفصاميّة ويتعلق بي.

أنا عندي حنين..

من أين ينبعث ذلك الشعور المفاجئ بالشوق لأناس أو شخصيات معينة, عبروا حياتنا وابتعدت تأثيراتهم وصورتهم، ثم استحضرت من الذاكرة لاحقاً؟ وكيف يتسلل الحنين الى أمكنة بعينها, أو ذكريات ومواقف لم تكن حميمة دوماً؟.