عرض العناصر حسب علامة : الاغتراب

النقطة الميّتة!!

ثمّة نزعة إلى اعتبار الموت حتميّةَ الافتتان بما ليس لنا، وما كان لنا "لم يكن لنا"!!.. ليس التعوّد على الافتتان هنا استثناءً إلا بالقدر الذي يكون فيه نادراً، طالما أننا لم نعِ معنى أن يصبح الموت سبْقاً لأخلاقٍ مستقبلية أو إشارةً إلى ضرورة الوصول به إلى إدراكٍ جديد، معترفٍ به في مساحة من التشابه مع السابق واللاحق ليكون الموت بحدّ ذاته واقعاً "ثابتاً" يكفي للفصل بين الشكّ والإدراك!!..

Parkizol

ورّقت الطبيبة المُقيمة، بعجالة، الملف الطبي للمريض الذي دخل المكتب وجلس قبالتها، من دون أن ترفع بصرها نحوه. كانت مرهقة إثر يوم شاق، أتت فيه على طابور طويل من المرضى الذين اصطفّوا أمام مكتبها لتجديد وصفاتهم الطّبية. أحسّت خوفاً راح يتعاظم وهي تطالع بيانات المريض، ذي السوابق العدلية المتكررة، ملقية نظرات مختلسَة على ذراعه المبسوطة على المكتب بشكل فجّ، عاجزة عن عدّ الندوب التي مزّقت لحم يده اليسرى من المعصم حتى أعلى الذراع.

المعرّي شاهداً على فاتورة الخسائر

تشبه أحوال الثقافة في دمشق اليوم، مريضاً بكيس من السيروم يتدلّى فوق سريره في غرفة الإنعاش. فاتورة الخسائر أكبر بمرّات من فاتورة الأرباح. في زمن الحرب، تبدو كلمة «ثقافة» ضرباً من العبث. عاصمة الأمويين في حال من الغيبوبة القصوى، عدا مبادرات متباعدة لضخ الدماء في الأوردة المعطوبة في غياب المهرجانات السنوية للمسرح والسينما والغناء. مسارح شبه مغلقة، وما تبقى من صالات سينمائية يشكو ندرة الأفلام الجديدة («صديقي الأخير» لجود سعيد، و«مريم» لباسل الخطيب)، كما أنجز محمد ملص فيلمه «سلّم إلى دمشق» في الوقت المستقطع، بين قذيفة، وانفجار، ولا يزال فيلم «العاشق» لعبد اللطيف عبد الحميد في العلب.

أوباما و«الحقيبة الفارغة»

لا يهم إن كانت محضَ صادفةٍ أو إحدى تلك الأفكار «الجهنمية» التي خرج بها فريق العلاقات العامة الخاص بالرئيس الأمريكي، بأن يتم توقيت زيارة أوباما الأولى إلى القارة الإفريقية– منذ عدة أشهر-  في حين يصارع مانديلا المرض، فالمحصلة أن الرئيسين الذين تشاركا لون البشرة فقط..

«استهداف»..!!..

كيف يمكن أن يكون البطل "فاضلاً" وكيف يمكن له أن يكون "مغرياً".. بين البطولة والإغراء ثمّة استهداف!!.. في استهداف الفضيلة ابتعادٌ عن لذّة الانتصار، وفي استهداف الإغراء ابتعادٌ عن "بطولة" الفضيلة.. من ينجو؟!

اختراع «قاتل»!!

مَن منا لم يُبهره الدم.. هذا بحدّ ذاته قوننة مجانية للخداع.. تأهّبٌ لحظي للنفاق.. نخترع القويّ وننجذب إليه.. نُعدِّه لقتلنا ونرفض من يصارحنا: "إنكم مخدوعون"!!.. بكبسة زرٍّ واحدة نومئ للقاتل بالتحية ونغيب في استدراجه لجهلنا.. لا فرصة أشدّ غباء من منح "القاتل" تحية الوداع.. إنه بحدّ ذاته "قتل"!!.. لا فرصة أشدّ ضعفاً من منح "الضحية" حُجّة الغفران في محاكمة القاتل!!.. ولا فرصة أشدّ خداعاً من اختبار "المتفرّج" إعادة محاكمة "الضحية" من جديد.. متى ينفع "الحقّ" عندما نموت "ضحايا".. هل ينفع؟!!.. هل نخترع "قتلة" لنا من جديد؟!.

كُفرٌ على كُفرٍ على كُفر

كثيراً ما تستوقفني منشورات وصور واقتباسات على فيسبوك فيها من الاستهزاء بالآخرين والتقليل من شأنهم- عن دراية أو غيرها- لمجرد كونهم مختلفين وأقل قدراً بالضرورة، فهي بمجملها تستهدف ذوي البشرة السوداء والنساء كعناصر بشرية تُصنّف كإنسان من الدرجة الثانية في بلادنا على وجع التحديد لا الحصر. 

عجائز..!!

كيف يمكننا أن نحدّد الوصف المثالي الذي يمكنه أن يقدّم التأكيد على عجز المثالية الدينية ضمن كل هذا الخراب الدائر في البلاد، أن تعيد استحضار الفضيلة التي لم تكن مجرد مطلب عند البعض بل كانت سلوكاً أيضاً!!..

يوميات مواطن: الحاجز رقم 18

 تحقق الحلم بعد غياب طويل، وأصبح المهندس محمود قادراً على الذهاب إلى دير الزور وتحقيق رغبة والدته في رؤيته هو وأطفاله، تتحدث دوماً عن خشيتها من أن تموت قبل أن تراهم. لا موعد للموت في هذه الأيام، لا يفرق بين صغير وكبير بعد أن أصبح القصف والقنص والجوع العنوان الأكبر، وتعددت وسائل الموت وتجاوزت أشكاله المألوف، لدرجة وصلت بالبعض إلى الاستغراب عندما يسمع خبر موت أحدهم «طبيعياً» مرضاَ أو كبراً في السن.