مهرجان «بيت مسك».. سفر مع ثلاث حضارات عبر الموسيقى

فنانون عرفوا كيف يخطون طريقهم المتميز، إذ يمثل كل واحد منهم طريقا خاصا به. يوري بوينافينتورا وجون مارتن وغوران بريغوفيتش أسماء لامعة بدون شك، وهي إذ تشير إلى شيء، فإلى الرغبة التي تقف وراء المشرفين على هذا المهرجان من أجل جعله حاضرا، ليس كمناسبة سنوية فقط، وإنما أيضا كقيمة فنية إضافية مع المهرجانات الأخرى. والملاحظة الأولى التي تشير إليها عملية اختيار هذه الأسماء، أن اثنين من هؤلاء الفنانين الثلاثة يمثلون شعوبهم، بمعنى أن «موسيقى الشعوب» حاضرة في هذا المهرجان، في حين أن الموسيقى هذه غابت هذه السنة عن المهرجانات الأخرى.

إذا نحن مدعوون إلى «السفر» في حضارات وقوميات مختلفة عبر الموسيقى. بداية، مع يوري بوينافينتورا الذي يعتبر واحدا من ألمع المواهب في أميركا اللاتينية و«سيد» السالسا الكولومبية، فلا غرابة إذًا في أنه اختار اسمه الفني انطلاقا من اسم مسقط رأسه.

أول نجاحاته الفنية كان عبر استعادته أغنية جاك بريل (Ne me quittes pas) بلحن السالسا الذي ألهب عشاق هذا النوع الموسيقي، الذي استمر عليه لغاية اليوم، وليعطيه بعدا آخر أيضا بعد أن أدخل عليه إيقاعات السوينغ كما ايقاعات البينغ باند لغواخيرو دل مونتي. من المتوقع إذًا أن ينقلنا الحفل إلى ذلك كله، ليقدم فيه الفنان ريبرتوارا يتراوح ما بين قديمه وجديده الذي صدر منذ فترة بعنوان «قصة حب» الذي اعتبر النقاد أنه يضع فيه كل «ميراثه الوجداني والفني».

الحفل الثاني (11 الحالي) للفنان الانكليزي جون مارتن الذي يوزع نشاطه ما بين التأليف والغناء. ألبومه الخاص الأول حمل عنوان: «في أي مكان من أجلك»، الذي عرف نجاحا كبيرا عند الجمهور والنقاد، والذي أظهر فرادة صوته، لتتعاقب بعدها الأغاني الناجحة مثل «لا تقلق أيها الطفل» التي احتلت لفترة طويلة المرتبة الأولى في «الهيت باراد» ولتبيع أكثر من مليون أسطوانة.

ختام الحفلات (12 تموز) سيكون مع «عبقري» الموسيقى التقليدية البلقانية (مثلما يوصف) غوران بريغوفيتش، حتى وإن كان يعتبر نفسه «مؤلفا موسيقيا معاصرا». في أي حال، نجح الفنان البلقاني في إيجاد طريقته الخاصة التي تحاكي الروح والجسد، ربما لذلك استدعاه كوستوريتزا ليكتب له موسيقى فيلم «زمن الغجر»، ونظرا إلى نجاح التجربة عاد وعمل معه في «حلم أريزونا» الذي لم يكتب له في الواقع موسيقى تصويرية، وإنما وضع مقطوعات مستقلة، أعطت الفيلم بعدا آخر، لتجعل من غوران واحدا من كبار المؤلفين الموسيقيين في عصرنا الراهن.

ثلاثة فنانين يحيون 3 ليال في بيت مسك. لنقل هي دعوة للاكتشاف، اكتشاف هذه الأنماط الفنية على الرغم من أن بريغوفيتش سبق له أن قدم 3 حفلات في لبنان، اثنتان في «بيت الدين» (2003 و2009) و2001 في «مهرجان بيروت للموسيقى والفنون».

اللافت في مهرجان بيت مسك أنه سيفرد قبل كل حفل فترة لثلاثة «دي جيز» لبنانيين هم ديجيت (10 تموز) ودج ماس (11 تموز) وكالين شدياق (12 تموز).

المصدر: السفير