لا تقل ‹لا› للعميل!
«طُلب مني إطلاق النار على أطفال... وقيادي في الشركة قال لي: لا تقل ‹لا› للعميل – إنه الجيش الإسرائيلي، عميلنا هو الجيش الاسرائيلي»
هذا ما كشفه أنتوني أغيلار، العنصر السابق في القوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضراء) الذي عمل لاحقاً كمتعاقد خاص مع «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، أن «الجيش الإسرائيلي» هو «العميل الفعلي» الذي تخدمه المؤسسة.
وقال أغيلار في مقابلة نُشرت الثلاثاء 29 تموز، إنه وأثناء توليه مهمة مراقبة في غرفة التحكم، تلقّى المتعاقدون أوامر عبر الراديو من جندي إسرائيلي بإطلاق النار على أطفال في موقع توزيع المساعدات. رغم اعتراضه على هذه الأوامر، وأضاف أن أحد مطلقي النار كان متمركزاً في البرج الجنوبي للموقع الرابع، ويحمل رشاشاً أوتوماتيكياً أطلق منه دفعات نارية، بينما كان المتعاقد الثاني يقف على ساتر ترابي، ويطلق هو الآخر النار من بندقيته باتجاه الحشود. وفي إحدى الحوادث التي وصفها في حديثه، أكد أن متعاقدين من الشركة أطلقوا الذخيرة الحيّة على مدنيين فلسطينيين، ثم بدأوا «بالاحتفال».
في مقابلة أخرى أجراها مع فرانس 24، كشف أغيلار أن ما رآه خلال فترة عمله شكّل له «صدمة أخلاقية»، ودفعه لكسر صمته. وقال إنه مقتنع أن مؤسسة غزة الإنسانية «متواطئة في جرائم حرب، وأنها متورطة في مشروع أثبت فشله منذ بدايته.»
من جهة أخرى، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير نُشر في الأول من الشهر الجاري، إن القوات «الإسرائيلية» أقامت نظاماً عسكرياً معيباً لتوزيع المساعدات في غزة، مما حوّل العملية إلى حمام دم ومصيدة للموت، وأكدت أن «عمليات قتل القوات الإسرائيلية للفلسطينيين الباحثين عن طعام هي جرائم حرب». وأكدت المنظمة: «أن القوات الإسرائيلية لا تقوم بتجويع المدنيين في غزة عمداً فحسب، بل إنها تطلق النار يومياً على أولئك الذين يحاولون بشكل يائس تأمين الطعام لعائلاتهم، وتوزع المساعدات بشكل عشوائي ويترك في أكثر الأحيان الأكثر ضعفاً وهشاشة من دون طعام»
وأضافت المنظمة أن «الوضع الإنساني الكارثي في غزة هو نتيجة مباشرة لاستخدام (إسرائيل) التجويع سلاح حرب، وهو جريمة حرب، فضلاً عن عرقلتها المتعمدة والمستمرة لدخول المساعدات الإنسانية وتأمين الخدمات الأساسية».
تكشف شهادة أغيلار الذي تم استدعاءه وتوبيخه بعد الحادثة لأنه «رفض الأمر»، وتقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الوجه الحقيقي لوحشية الاحتلال الصهيوني وجيشه والمؤسسات التي يشرف عليها بشكل مباشر، وقد طالبت منظمات حقوقية ومدنية بمحاكمة مؤسسة غزة الإنسانية، ووصفت دورها بأنه «خطِر» في تسهيل حرب الإبادة، والتطهير العرقي. وأن المؤسسة الأمريكية، تعمل بغطاء إنساني زائف، ومراكز توزيع المساعدات التي أنشأتها لم تكن سوى واجهات لمعسكرات موت واحتجاز.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1237