كيف كانت سورية عشية الوحدة؟ (2)
تايه الجمعة تايه الجمعة

كيف كانت سورية عشية الوحدة؟ (2)

في العام 1955 توطد تعاون الجبهة الوطنية مع الجيش، وحضر ممثلو الجيش بانتظام اجتماعات اللجنة القيادية للجبهة.

وفي هذه الفترة أصبحت المواقع الأساسية في الحكومة والجيش في أيدي الجبهة: فرئيس الحزب الاشتراكي أكرم الحوراني أصبح رئيساً للبرلمان وخالد العظم وزيراً للدفاع وعفيف البزرة الشخصية الوطنية الذي تعاون مع الحزب الشيوعي صار قائداً للقوات المسلحة. وبهذه الصورة فقد أصبحت السلطة الفعلية في أيدي الجبهة والجيش، واضطر رئيس الجمهورية إلى التنسيق معها. وانتشرت أفكار الاشتراكية العلمية في صفوف مختلف فئات السكان. وأصبحت «النور» أكبر صحيفة وأكثرها انتشاراً في سورية «كانت تصل المبيعات اليومية إلى 20 ألف نسخة بداية الأسبوع».
في العام 1955 جرى كسر احتكار السلاح الغربي، واشترت سورية ومصر السلاح من البلدان الاشتراكية. وكان لإنذار بولغانين الشهير للدول المعتدية على مصر عام 1956 صدى واسع في سورية. وفي العام 1957، وقعت اتفاقيات التعاون الثقافية والاقتصادية مع الاتحاد السوفييتي، وسافرت وفود سورية رسمية إلى موسكو. وجرى تأميم المؤسسات التي يملكها الرأسمال الأجنبي مثل البنوك والكهرباء والمرافئ وغيرها. فجن جنون الغرب لهذا التطور، ومعها القوى الرجعية اليمينية في سورية. وبدأت الإمبريالية ومعها الرجعية السورية تقول إن سورية قد وقعت في أحضان الشيوعية، وصارت تعابير: الخطر الشيوعي، سورية الحمراء، سورية الشيوعية، الانقلاب الشيوعي في سورية، مادة في وسائل الإعلام. وأحبطت سورية في هذه الفترة عدة مؤامرات ومحاولات انقلاب دعمتها أمريكا. وتصاعد اتهام سورية بالشيوعية بعد تعيين عفيف البزري قائداً للجيش، وأمين النفوري نائباً له.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1108
آخر تعديل على الإثنين, 06 شباط/فبراير 2023 10:36