طريق الحرير والتبادلات الثقافية
عندما نشر رونغ شينجيانغ الأوراق التي تم جمعها من أجل كتابه لأول مرة، بين عامي 2002 -2015، استحوذت مبادرة الحزام والطريق الصينية على أهمية كبيرة في العالم. ونشر رونغ كتابه نهاية عام 2022 بعنوان: طريق الحرير والتبادلات الثقافية بين الشرق والغرب. بعد صدور الطبعة الأولى عن جامعة بكين عام 2015 «يقصد بالغرب البلدان الآسيوية الواقعة غرب الصين _المحرر».
وأعادت سلسلة من الأبحاث العلمية اكتشاف العلاقات التاريخية بين الصين وجيرانها. في الوقت الذي تعد فيه مكافحة الوباء من أهم أولويات الصين. فخلال عهد كل من سلالتي هان وتانغ، كان إنشاء وصيانة شبكة كثيفة من التبادلات يمثل دافعاً رئيسياً للسياسة. انتشرت القوافل التجارية ومكاتب الجمارك والحاميات العسكرية في جميع أنحاء المنطقة الشاسعة الواقعة بين قلب الصين وجبال آلطاي إلى الغرب. حتى في ظل السلالات الأقل قوة، عززت الدبلوماسية النشطة مع دول المدن مثل تورفان وخوتان مصالح الصين، وضمنت تدفقاً ثابتاً للتجارة المربحة.
يراجع رونغ على نطاق واسع المخطوطات والنقوش المكتشفة في هذه المنطقة لإظهار المشاركة الصينية الضخمة في العلاقات مع آسيا الداخلية وآسيا الوسطى. حيث سمح الاستثمار في البنية التحتية التجارية للتجار الأجانب بزيارة الصين في أفضل الظروف. في ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، رحب المسؤولون الصينيون بالضيوف البارزين بالمأدبات وأكياس الهدايا. يمكن للتجار الأقل حظاً الاعتماد على الحفلات الرخيصة والمبهجة. أنشأ الصغديون في أوزبكستان اليوم تجمعات تجارية دائمة في المدن الصينية. وسافر التجار الإيرانيون عن طريق البحر إلى قوانغتشو، حيث استقروا أيضاً بأعداد كبيرة. ويقارن رونغ في كتابه مقارنة عميقة للوثائق القديمة مع العلاقات الصينية في آسيا اليوم.
ويقارن أيضاً كيف ازدهت مختلف الثقافات على طول طريق الحرير القديم وصولاً إلى إيران وكيف تأثرت البوذية والمانوية والزرادشتية والطاوية والكونفوشيوسية والمسيحية ببعضها على هذا الطريق في كوريا واليابان وشينجيانغ وإيران. وكان الإمبراطور ديزونغ يانغ يرسل القوافل البحرية لتجديد العلاقات التجارية مع العباسيين في بغداد حسب الوثائق القديمة التي تعود إلى تلك الفترة.
من المغري إجراء مقارنة مع الصين اليوم كما يقول رونغ، فالصين تواجه عدداً لا يحصى من التحديات التي تشمل التجارة والعلاقات الاقتصادية مع البلدان الآسيوية، كما تواجه محاولات فرض العزلة عليها. ويؤكد المؤلف في كتابه: عندما تتجه الصين إلى الداخل، فإنها تواصل العمل بشكل عملي مع بقية بلدان العالم. أي إن قوة الاقتصاد الصيني في الداخل هي الدافع نحو العلاقات القوية في الخارج. وسينشأ عن ذلك تبادلات ثقافية جديدة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1104