نهاية أحزاب الثقافة المنحطة

نهاية أحزاب الثقافة المنحطة

عن أية ثقافة يمكن الحديث اليوم حيث الخراب يحط في كل مكان؟ فمن جانب هناك الثقافة المنحطة التي يحتك بها الجمهور يومياً، ومن جانب آخر، هناك أحزاب الثقافة المنحطة التي تدفع بهذا النوع من الثقافة للهيمنة على وعي الناس.

فخلال سنوات طويلة، بل وخلال عقود، استطاع غول كبير تنفيذ الهيمنة على الثقافة عموماً، حتى وصلت إلى انحطاطها المذل والمدوي. وفي مختلف جوانب الثقافة حول العالم، في الأغنية والسينما والأدب والإعلام والمسرح والدراما، سادت ثقافة الطبقات التي تنهب وتحطم القوى المنتجة. الثقافة التي ينتجها ويمولها ممثلو الاقتصاد الأسود.
وأحزاب الثقافة المنحطة في هذه الحالة هم حزب المافيا وحزب الفاشية كأقسى وأبشع أشكال الأحزاب البرجوازية. وعن هؤلاء بالضبط تعبّر الثقافة المنحطة التي تمجد أمراء الحروب والمخدرات والنهب والقتل والدمار.
يعزف سادة هذه الثقافة على نغمة واحدة حول العالم، رغم أنهم يتكلمون بلغات مختلفة، بل ويعزفون في وقت واحد. فالدراما التي تمجد الغومورا الإيطالية والبيكي بلايندرز الإنكليزية وشيخ الجبل اللبنانية تعزف على نغمة واحدة، والسينما التي تختلف عن بعضها من حيث تفاصيل السيناريو، يجمعها تمجيد الحرب والعنف والمخدرات وعصابات الجريمة المنظمة والدعارة والإتجار بالبشر والمثلية الجنسية واحتلال وغزو الشعوب والبلدان، بالإضافة إلى الدعاية المجانية للفاشيين الملونين أحياناً بالأسود وأحياناً أخرى بالأشقر، وفي أحيان كثيرة يظهرون بلا ألوان.
ومن حيث يدرون أو لا يدرون، ينتسب الكثيرون إلى هذه الأحزاب ويعملون على عزف أنغامها الدموية لأنهم يعملون في ذات الحلقة التي تتصل بالهيمنة الاقتصادية ويأكلون من خبزها.
وفي الوقت نفسه، عمل أسياد هؤلاء على تحطيم المجتمعات وتفتيتها وتجريفها، من تحطيم العائلة والاقتصاد، إلى تفتيت آخر ما يمكن أن يجمع الناس ضد الرأسمالية. ويبثون أيضاً سمومهم في المدارس والجامعات وشاشات التلفزيون والفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات السياسية والاجتماعية المختلفة. ويظهرون بأشكال مختلفة: من ادعاء الحياد الكاذب إلى الشكل السافر المباشر.
غرقت الثقافة في انحطاط كبير نال من مكانتها، حتى صرنا نرى الغومورا الإيطالية في مسلسل مرخص قانونياً، والأغنية التي تمجد المخدرات ذات شعبية كبيرة. بينما يجري فرض رقابة ديكتاتورية على المواد التي تخص القضية الفلسطينية.
يبدو للناظر بأن هؤلاء مسيطرون، والثقافة المنحطة سائدة، ولكن حان وقت أفولها تاريخياً. فنهاية أحزاب الثقافة المنحطة من نهاية أصحابها الرأسماليين من عند كبيرهم إلى صغيرهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1092
آخر تعديل على الثلاثاء, 18 تشرين1/أكتوير 2022 10:31