الرواية الأمريكية حول الموت برداً
تستعد البشرية لمواجهة شتاء من نوع آخر هذا العام، فالموت برداً ليس غريباً على العالم الرأسمالي الذي يصنع الأزمات وينشر الموت في كل مكان.
ولكن يبدو أن الأمريكيين يفكرون بهذا الموضوع منذ عقود على الأقل، وهذا الموضوع لا يتعلق أبداً بأزمة الطاقة الحالية في أوروبا التي كانت واحدة من حلقات «الموت برداً». لأن الموضوع أقدم من هذه الأزمة.
شاهد العالم كيف مات الناس في بلدان الاتحاد السوفييتي بعد تفككه، لقد ماتوا برداً لعدم استطاعتهم تحمل تكاليف وضرائب التدفئة في إحدى النتائج المباشرة لتفكك وانهيار الاتحاد السوفييتي.
وفي البلدان التي ضربتها الأزمات في العقد الأخير، انتشرت أخبار الموت برداً في بريطانيا والبلدان الشرقية الفقيرة لذات السبب: عدم استطاعة الناس تحمل تكاليف التدفئة، وخاصة كبار السن. وكانت السنوات القليلة السابقة مليئة بهذه الحوادث لدرجة أن الإعلام لم يسكت عنها.
في العام 2004، أنتج الأمريكيون فيلماً سينمائياً يتحدث عن الموت برداً بشكل جماعي حمل عنوان «The Day After Tomorrow».
يتحدث الفيلم عن كارثة عالمية تشمل الجزء الشمالي من الكرة الأرضية على شكل عصر جليدي جديد يقضي على نصف البشرية بشكل مفاجئ. وتظهر الكارثة حسب سيناريو الفيلم على شكل ثلاث عواصف كبيرة تقضي على أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا الشمالية. إذ يحمل العصر الجليدي الجديد انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة تؤدي إلى الموت الفوري للقسم الأكبر من البشر الذين يقطنون في النصف الشمالي من الأرض.
الفيلم مصنف ضمن الأفلام الأمريكية حول نهاية العالم، وإحدى الروايات الأمريكية السينمائية حول هذه النهاية: الموت برداً بشكل جماعي. فالطبقة الأمريكية السائدة مهووسة بقصص نهاية العالم وإبادة البشرية، منها القصص الخيالية مثل الغزوات الفضائية المدمرة للأرض، ومنها تلك القصص التي يمكن اعتبارها برنامج عمل الأمريكيين في الوقت الحالي. وما نشاهده من أشكال تفجير الأزمات في أوروبا مثل أزمة الطاقة الحالية يوضح أن الأمريكيين يدفعون باتجاه وقوع أوروبا في أزمة خانقة أحد أشكالها حول فقدان عدد كبير من الناس لحق التدفئة.
المؤكد هنا أن السينما الأمريكية هي على شاكلة الأمريكيين المتشددين، سيكون كبار السن أول الضحايا لأنهم الأضعف، ولن يقف الموضوع عندهم بالتحديد في حال حدوث ذلك.
ولكن على خلاف الرواية الأمريكية بمختلف أشكالها حول نهاية العالم، فالشيء الوحيد الذي يقف على اعتاب نهايته هو النظام الرأسمالي رغم المآسي الكبيرة التي تحدث حالياً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1090