حكايات سعدي الشيرازي

حكايات سعدي الشيرازي

حكايات الكولستان أو كولستان سعدي، من الآثار الأدبية الشهيرة التي تركها الشاعر الإيراني سعدي الشيرازي الذي عاش بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر.

تتكون هذه الحكايات من قصص حربية وقصص الملوك والبلدان والغزل والأمثال الأدبية والسياسية وغير ذلك، بعضه على شكل النثر، والبعض الآخر مكتوب على شكل قصائد وحكايات. واشتهر الشيرازي لدرجة أن أعماله بدأت تتسرب إلى خارج العالم الذي يتكلم بالفارسية، وترجمت أعماله إلى عشرات اللغات الشرقية والغربية.
كتب الشيرازي في إحدى الحكم السياسية الشرقية بعنوان «ثورة المهذبين في دمشق» عن تغير الأحوال والظروف السياسية بين ليلة وضحاها، وكيف انقلبت الأمور، فأصبح الفقراء أغنياء، والأغنياء فقراء:
كان حكيم يهذب أحداثاً، فقال لهم: يا أكباد آبائكم تعلموا حرفة ولا تعتمدوا على ما لديكم من ثروة أو متاع، لأن من اعتمد عليهما وقصر في تعليم نفسه هلك. واعلموا أن الذهب واللجين منبع المتاعب ومصدر المصائب، فإن لم يسلبها سالب أسرف فيها صاحبها وبذرها. أما الحرفة، فكالبئر البكر لا ينضب معينها، أو الأرض الخصبة لا يهلك زرعها. ولو أن صاحب فن فقد ماله فلا يحزنه ذلك، لأن في فنه ماله وغناه، ولا يغرب عن أذهانكم أن الإكرام والتبجيل لا يكونان إلا لذي صنعة. أما من لا صنعه له فنصيبه المذلة والهون والفقر.
حدثت في دمشق الفيحاء ثورة، فهاج البلد وماج، فلما أصاب المدينة من اضطراب ما أصابها، اختلط الحابل بالنابل، وضربت الفوضى أطنابها، فتخلى الوزراء عن مناصبهم، وترك الكبراء مراتبهم، ففاز المهذبون من أبناء الفقراء بتلك المناصب. وكان نصيب الأغنياء الجهال الفقر وذل السؤال!
العلم يرفع بيتاً لا عماد له والجهل يخفض بيت المجد والشرف.

«حكايات سعدي الشيرازي في الحكمة المشرقية، من حكايات الكولستان، فقرة: ثورة المهذبين في دمشق. تعريب أحمد لطفي جمعة. مجلة الطليعة العدد الرابع حزيران 1936، ص 340-341»

معلومات إضافية

العدد رقم:
1089