حردة عيدو عالبدو
يقال كان هناك شخص يعمل في التجارة اسمه «عيدو» افتعل نزاعاً مع البدو وقاطعهم، فكان هو الخاسر الأكبر لأنه خسر تجارته مع البدو. وخسر عيدو علاقات العمل التي كان يعيش منها.
حردة عيدو عالبدو: مثل شعبي متوارث ومتداول في بلاد ما بين النهرين «الجزيرة والعراق» وهو معروف في مناطق واسعة من دير الزور والحسكة إلى بغداد وغيرها من المناطق. ونستطيع القول إن هذا المثل الشعبي يقال عن «الإضراب في غير محله»، فيكون صاحبه «عيدو» هو الخاسر.
المهم أن عيدو المعاصر «الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها» قد بدأ حردته الكبرى على البدو «روسيا والصين وبلدان أخرى»، وحردة عيدو هنا هي العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تؤدي إلى خسارة الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. وهكذا يمضي عيدو المعاصر في كسر وتفكيك الأسواق العالمية التي له مصالح كبيرة فيها، فيعاقب عيدو هذا البلد ويفرض عيدو العقوبات على ذاك الشعب. ويلقي بمسؤولية أعماله على الآخرين.
سرعان ما سيحصد عيدو المعاصر نتيجة عمله، وسيكتشف أن «حساب السرايا ما طبق على حساب القرايا» أو «حساب السوق ما طبق على حساب الصندوق».
وعيدو لا يستطيع العيش بدون هذا الصندوق «الدولار» الذي هو بمثابة شريان حياته. والبدو لا يريدون هذا الصندوق، ويجرون حساباتهم الجديدة بعيداً عن ساحاته وإضراباته القسرية القادمة على شكل عقوبات «حردة عيدو». وهذا يعني أن الصندوق في طريقه إلى المنفسة الاصطناعية وحردة عيدو غير قادرة على إنعاشه. وبالتالي وضع نفسه بنفسه في وضع لا يحسده عليه أحد.
ومثله يقال في الأمثال الشعبية الحلبية والماردينية: «متل حردة أرنوب عالجبل». ويقال أيضاً في أمثال حلب وماردين «حرد الدب عالكرم، زاد بـ سنتو ستين قنطار». ويقال أيضاً في الأمثال السورية: «حردة حلبون على أهل الشام» أو «زعل حلبون على أهل الشام».
مراجع الأمثال الشعبية:
الأب يوسف قوشاقجي، الأمثال الشعبية الحلبية وأمثال ماردين، الجزء الأول الطبعة الثانية، مطبعة الإحسان في حلب 1984.
أحمد شوحان، الأمثال الفراتية، مكتبة دار التراث في دير الزور 1985.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1061