عبد القادر عياش وشيء من تاريخ الفرات

نفيت العائلة بأكملها إلى مدينة جبلة عام 1925، وعند تنفيذ حكم النفي خرج أهالي دير الزور قاطبةً لوداع الزعيم عيّاش الحاج الذي قاتل الاستعمار البريطاني في معركة الصالحية عام 1919 قبل دخولهم إلى مدينة دير الزور.
اغتال المستعمرون عياش الحاج عن طريق دس السم له في مقهى جبلة عام 1926. ومنع المستعمرون تشييعه فدفن بصمت في مدينة جبلة. وأعدم أبنه محمود العياش في حلب مع 12 ثائراً من دير الزور رمياً بالرصاص بتاريخ 5 آب 1925. بينما حوكم ابنه محمد العياش 20 عاماً، وسجن في جزيرة أرواد حتى عام 1937 بسبب اتصاله مع الدكتور عبد الرحمن الشهبندر وتنسيقه مع ثوار الغوطة وجبل العرب. أما عبد القادر عياش، فقد نفي هو الآخر إلى جبلة حتى 1929. وكانت العائلة موضع احترام من قبل أهالي جبلة تقديراً لنضالهم.
ذهب عبد القادر عياش إلى دمشق بعد الإفراج عنه عام 1929، وانتسب إلى الحزب الشيوعي، منظمة دمشق. وأصبح مراسلاً لجريدة الحزب «صوت العمال» في دير الزور عام 1930 تحت اسم حركي: عبد القادر مظلوم.
ويذكر أن عبد القادر عياش كاتب ومؤرخ في مجال التراث، ألف العديد من الكتب التاريخية والتراثية مثل: «حضارة وادي الفرات القسم السوري»، «القرية في وادي الفرات السوري»، لمحات تاريخية عن دير الزور». بالإضافة إلى عشرات الكتب في مجال التراث والتاريخ.
وأسس عبد القادر عياش متحف التقاليد الشعبية في دير الزور عام 1957 ليكون بذلك أول متحف في المنطقة الشرقية. كما أصدر مجلة صوت الفرات بين عامي 1945-1967. وهي أول مجلة ثقافية شهرية تصدر في دير الزور. مقالاتها مخصصة للتعريف بحضارة وادي الفرات وتاريخ مدنه واقتصاده وتدوين التراث الشعبي في المنطقة وإبرازه.

المراجع:
عبد القادر عياش، دير الزور 1911-1974. جريدة الفرات العدد 3290 تاريخ 29 تموز 2016.
غسان الشيخ خفاجي، السيرة الذهبية، دير الزور عروس الجزيرة الفراتية، دار رسلان، جرمانا 2019، ص 320-321.
آرتين مادويان، حياة على المتراس، دار الفارابي 1986، ص .94
أسماء مراسلي جريدة صوت العمال العدد الرابع 8 أيار 1930. نذير جزماتي، مساهمة في نقد الحركات السياسية في سورية ولبنان 1924-1958، ص39.