تشيخوف ومسرح التغيير

تشيخوف ومسرح التغيير

«لقد أردت فحسب أن أقول للناس بصدق وصراحة، انظروا إلى أنفسكم، أنظروا كيف تعيشون حياة سيئة مملة، فأهم شيء أن يفهم الناس ذلك، وعندما يفهمون سيشيدون حتماً حياة أخرى أفضل».

يقول أنطون تشيخوف:
وهنا يؤكد تشيخوف أن المسرح هو محاولة لتغيير الواقع من خلال رسمه بصدق وواقعية. حيث صور تشيخوف في بعض أعماله مظاهر الانهيار المادي والمعنوي والبؤس والملل الذي يعيش فيه الناس والمجتمعات في القرن التاسع عشر، ودعا الناس من خلال مسرحياته إلى تغيير المجتمع وبناء حياة جديدة.
فرغم الصور البشعة للبؤس والانهيار المادي والمعنوي واليأس والتشاؤم الذي غرق فيه المجتمع، لا يستسلم أنطون تشيخوف لهذا الواقع، بل يدعو إلى المستقبل الجميل والفرح القادم من التغيير بصورة حتمية.
كتب تشيخوف حوالي 17 مسرحية، ولعل أشهر مسرحياته هي «النورس»، و«الخال فانيا»، و«الأخوات الثلاث»، و«بستان الكرز». وفي العام 1884، منعت الرقابة مسرحيته «في الطريق الكبير» وعرضت لأول مرة عام 1914 في الذكرى العاشرة لرحيل تشيخوف في وقت كانت فيه روسيا تعج بالإضرابات العمالية والحركة الشعبية. وفي العام 1897، كتب تشيخوف مسرحية «الخال فانيا»، وهي مسرحية من 4 فصول وقد سمّاها تشيخوف مشاهد من الحياة القروية.
كتب تشيخوف مسرحية «النورس» عام 1896، وانتهت المسرحية إلى فشل ذريع في عرضها الأول في بطرسبورغ حيث اضطر تشيخوف إلى الهروب من بناء المسرح ومن المدينة نفسها، بينما حققت المسرحية نفسها نجاحاً جماهيرياً عندما عرضت في مسرح موسكو.
قال تشيخوف ذات مرة: حين أكتب لكُم عن أشياء مُحزنة، لا أريدكُم أن تَبكوا، بل أريدكُم أن تعملوا على تغيير أقدار تلك الأشياء. وقال أيضاً: عليك أن تعرف لماذا تعيش، وإلا فإن كل شيء سيكون تافهاً ولا يساوي قشة. وهو القائل: كم تنتهي الأشياء بسرعة مذهلة في هذا العالم.
يذكر أن أنطون بافلوفيتش تشيخوف «1860- 1904» طبيب وكاتب مسرحي ومؤلف قصصي كبير له مكانته في الأدب الروسي والعالمي. وقال تشيخوف عن شخصيته: الطب زوجتي الشرعية والأدب عشيقتي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1045
آخر تعديل على الأربعاء, 24 تشرين2/نوفمبر 2021 18:56