عندما وقف ميكي ماوس متهماً
كتبت الصحف العالمية عام 1947: هل حقاً ميكي ماوس شيوعي؟ هذا ما تبحثه حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حالياً.
وصلت مهزلة مكافحة الشيوعية في مدينة السينما «هوليود» في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ذروتها عندما استدعت لجنة التحقيق في «الأعمال المعادية لأمريكا» السيد والت ديزني الفنان السينمائي المعروف ومبتكر الشخصيات الكرتونية المتحركة (مثل شخصية ميكي ماوس المشهورة وشخصية دونالد داك) ليشهد إذا كانت شخصية ميكي ماوس تخدم أغراض الشيوعية أم لا؟
حيث كتب مراسل جريدة «المصري» في واشنطن: إن والت ديزني دافع دفاعاً حاراً عن ميكي ماوس ودونالد داك، وأثبت بأنهما لا يعتنقان المبادئ الشيوعية.
وبينما كانت لجنة التحقيق في الأعمال المعادية لأمريكا تحقق مع كبار النجوم السينمائيين في هوليود، شن هؤلاء النجوم هجوماً وحملة مضادة عبر الراديو طالبوا فيها بإطلاق الحريات الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية وإحباط حملة مكافحة الشيوعية.
ووقف على رأس تلك الحملة الإعلامية النجوم: همفري بوغارت وميرنا لوي وفريدريك مارش وكاثرين هيبورن وسبنسر تراسي وريتا هيوارت وغريغوري بيلو وبوليت جودار ومعهم 27 نجماً سينمائياً متهماً بالشيوعية.
وفي تلك الفترة، ألقى جورجي ديميتروف رئيس الحكومة البلغارية خطاباً دعا فيه إلى تأليف جبهة من الأمم والبلدان الديمقراطية للوقوف في وجه مثيري الحروب الجديدة. وقال ديميتروف إن الاستعمار الأمريكي قد حل محل ألمانيا الفاشية، إذ أصبح هذا الاستعمار هو القوة التي ترغب في السيطرة على العالم.
العبرة من هذه القصة: من يقرأ التاريخ الأمريكي، سيعرف أن نضال الشعب الأمريكي والطبقة العاملة الأمريكية من أجل الحريات الديمقراطية هو نضال لم يتوقف يوماً. ومن يقرأ كتب البروفيسور هاورد زين على سبيل المثال (كتاب التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمريكية أو كتاب القرن العشرين)، سيعرف محطات هذا النضال، وحجم التضحيات المقدمة. وبالتالي سيعرف كذبة الديمقراطية الأمريكية على حقيقتها. الديمقراطية التي كانت ديمقراطية الدولار الدموي وديمقراطية رأس المال الذي يستثمر ويسحق العمال في الولايات المتحدة من جهة، ويسحق شعوب العالم من جهة أخرى.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1038