من غرائب الأحزاب السورية والتاريخ السوري

من غرائب الأحزاب السورية والتاريخ السوري

يقول فارس الخوري:
وأنشأ رجال الحكومة السورية حزباً آخر دعوه حزب الوحدة الحكومي لمقاومة حزب الشعب وإسناد كراسيهم المتزلزلة.

وقد وجدوا فريقاً كبيراً من المداهنين والمتملقين مستعداً لمناصرتهم طمعاً بما عندهم من المال والمنصب أو خوفاً من بطشهم وكان أول من التحق بفرقتهم موظفو الحكومة كلهم ما عدا نفراً قليلاً منهم وأجبروا الملتحقين على حلف يمين الطاعة والإخلاص لفرقتهم فحلف لهم بذلك عدد كبير من الخلق.
لم تكن هذه المقاومة كافية دون نجاح حزب الشعب لأن الذين أقسموا يمين الإخلاص لحزب الحكومة كان الكثيرون منهم يسرون الإخلاص لحزب الشعب ويبعثونه لأركانه أن قلوبهم معهم وسيكونون في جانبهم يوم الانتخاب. «أوراق فارس الخوري، الكتاب الثالث، هبوب الثورة السورية الكبرى وسجن الأحرار في قلعة أرواد 1925-1926، الهيئة العامة السورية للكتاب 2015، ص 18-19».
وجاء في «مذكرات فهمي المحايري عن الثورة السورية والأوضاع العلمية والاجتماعية والسياسية السورية والعالم تحت الانتداب الفرنسي» تحقيق تهاني حمزة 1995، وفي الصفحة 60، أن حزب الوحدة الحكومي كان يجبر البسطاء على الانتساب إلى الحزب بالتهديد والوعيد وأساليب القوة والإجبار.
حزب الوحدة الحكومي من غرائب الأحزاب السورية والتاريخ السوري، فالحزب قد أعلن صراحة بأنه يدافع عن مصالح رجال الحكومة، ووقف في وجه الأحزاب الوطنية التي تناضل ضد الاستعمار الفرنسي مثل حزب الشعب السوري وحزب الاستقلال العربي الحزبين الذين لعبا دوراً كبيراً في النضال الوطني وفي قيادة الثورات السورية ضد الاستعمار الفرنسي.
ومن جهة أخرى، يمثل حزب الوحدة الحكومي، نموذجاً للأحزاب السياسية الرجعية المتعاونة مع الاستعمار الفرنسي. وفي العام 1928 كان هناك أكثر من 25 حزباً سياسياً متعاوناً مع الاستعمار الفرنسي في سورية كما جاء في كتاب «الحركة العمالية في سورية ولبنان 1973» للمؤرخ عبد الله حنا.
ومن غرائب الأحزاب أيضاً، قيام أحزاب أخرى تدافع عن رجال الحكومة ومصالحهم، ولكن دون أن تسمي نفسها أحزاباً، ولكن وحدة الحال تجعل منهم حزباً حتى ولو أنكروا ذلك. وهذا من غرائب الأحزاب السورية والتاريخ السوري في ذلك الوقت.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1036
آخر تعديل على الإثنين, 20 أيلول/سبتمبر 2021 22:46